كتاب الرسل والرسالات

وأرسله إلى الجنّ كما أرسله إلى الإنس، وقد رجع وفد الجنّ بعد استماع القرآن، والإيمان بما نزل من الحق. داعين قومهم إلى الإيمان: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ - وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [الأحقاف: 31-32] .
والفضيلة السادسة أنّه خاتم الأنبياء فلا نبيّ بعده (وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزاب: 40] . وإذا كان رسولنا خاتم الأنبياء فهو خاتم المرسلين من باب أولى، ذلك أنّ كل رسولنا خاتم الأنبياء فهو خاتم المرسلين من باب أولى، ذلك أنّ كل رسول فهو نبي لا شك في ذلك، فإذا كانت النبوة بعد نبينا ممنوعة مقطوعة، فالرسالة ممنوعة أيضاً، لأن الرسول لا بدَّ أن يكون نبيّاً.
ومعنى كونه خاتم الأنبياء والمرسلين أنّه لا يبعث رسول من بعده يغير شرعه (¬1) ويبطل شيئاً من دينه، أمّا نزول عيسى آخر الزمان فهو حقٌّ وصدق - كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم - ولكنه لا ينزل ليحكم بشريعة التوراة والإنجيل، بل يحكم بالقرآن، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويؤذن بالصلاة.
¬_________
(¬1) ظهر بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعة من أدعياء النبوة، كمسيلمة والأسود العنسي وسجاح، ولا يزال يظهر بين الفينة والفينة من أمثال هؤلاء، وقد ظهر في القرن الماضي علي محمد الشيرازي (ولد سنة 1819م) ولقب بالباب، وأتباعه يدعون البابية، وادعى النبوة حيناً والألوهية حيناً، وسار على نهجه تلميذه الذي لقب (ببهاء الدين) وأتباعه يدعون البهائية، ومن هؤلاء الأدعياء ميرزا غلام أحمد القادياني، وله أتباع منتشرون في الهند وألمانيا وإنكلترا وأمريكا، ولهم فيها مساجد يضلون بها المسلمين، وكانوا يسمون بالقاديانية، وهم يسمون اليوم - أنفسهم بالأحمدية إمعاناً في تضليل عباد الله -.
وآخر هؤلاء الأدعياء رجل ظهر في السودان يدعى أنه نبي وقد تكفل الله بفضح كل من ادعى هذه الدعوى وهتك ستره. (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) [يونس: 69] .

الصفحة 222