كتاب الرسل والرسالات

فالقرآن هو العصمة من الضلال والهلاك لمن تمسك به، وقد أكثر الرسول صلى الله عليه وسلم من حثّ الأمّة على التمسك بهذا الكتاب، ففي إحدى خطبه قال: " أما بعد، ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ظلّ، فخذوا بكتاب الله تعالى، واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " (¬1) .
والفتن التي تمرُّ بالمسلم وتعصف بالأمة لا سبيل للخلاص منها إلا بالأخذ بهذا الكتاب، وما أجمل هذا الوصف لكتاب الله! " كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل، ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تنقضي عجائبه، ولا تشبع منه العلماء، من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم " (¬2) .
¬_________
(¬1) صحيح مسلم: 2408.
(¬2) هذا حديث رواه الترمذي وغيره قال الشيخ ناصر فيه (شرح الطحاوية ص 68) : هذا حديث جميل المعنى. ولكن إسناده ضعيف، فيه الحارث الأعور، وهو لين، بل اتهمه بعض الأئمة بالكذب، ولعل أصله موقوف على علي فأخطأ الحارث فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

الصفحة 232