كتاب الرسل والرسالات

صفة مجيء الملك إلى الرسول:
بالتأمل في النصوص في هذا الموضوع نجد أنّ للملك ثلاثة أحوال (¬1) :
الأول: أن يراه الرسول صلى الله عليه وسلم على صورته التي خلقه الله عليها، ولم يحدث هذا لرسولنا صلى الله عليه وسلم إلا مرتين.
الثاني: أن يأتيه الوحي في مثل صلصلة الجرس، فيذهب عنه وقد وعى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال.
الثالث: أن يتمثل له الملك رجلاً فيكلّمه ويخاطبه ويعي عنه قوله، وهذه أخف الأحوال على الرسول صلى الله عليه وسلم وقد حدث هذا من جبريل في اللقاء الأول عندما فجأه في غار حراء.
بشائر الوحي:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قبل معاينته للملك، يرى ضوءاً، ويسمع صوتاً، ولكنه لا يرى الملك الذي يحدث الضوء، ولا يرى مخاطبه والهاتف به، روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: " مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة،
¬_________
(¬1) راجع: المصدر السابق.

الصفحة 64