كتاب الرسل والرسالات

قلت: ما تغير منه شيء؟ قال: لا إلاّ شعرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا يبليها الأرض، ولا تأكلها السباع.
قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إلى أبي العالية.
ويبدو أن هذا من أنبياء بني إسرائيل، وقد ظنَّ الصحابة أنّه دانيال، لأنّ دانيال أخذه ملك الفرس، فأقام عنده مسجوناً، ويبدو أنَّ تقدير الذين وجدوه لم يكن صواباً، فإنّ دانيال كان قبل الإسلام بثمانمائة سنة، فإن كان تقديرهم صواباً فليس بنبي؛ لأنّه لا نبي بين عيسى ورسولنا محمد عليهما الصلاة والسلام، فيكون عبداً صالحاً ليس بنبي، وكونه نبياً أرجح، لأنّ الذين تحفظ أجسادهم هم الأنبياء دون غيرهم، ويرجح هذا أيضاً ذلك الكتاب الذي وجد عند رأسه، لا شكّ أنه كتاب نبيّ، فالأمور الغيبيّة التي تضمنها لا تكون إلا وحياً سماوياً، وترجيحنا لكونه من بني إسرائيل لأمرين:
الأول: ظن الصحابة أنّه دانيال، ويكونون قد علموا ذلك من قرائن لم تذكر.
والثاني: الكتاب الذي وجد عند رأسه، ويبدو أنه كان مكتوباً بالعبرانية، لأنّ الذي ترجمه هو أبيّ بن كعب، وقد كان قبل إسلامه يهودياً.
7- أحياء في قبورهم:
صحَّ عن النبيَّ أنّ " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " (¬1) ، وروي أيضاً أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " مررت على موسى ليلة أسري به عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره " (¬2) .
وروى مسلم عن أبي هريرة في قصة الإسراء: " وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي..، وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي، وإذا إبراهيم قائم يصلي " (¬3) .
¬_________
(¬1) رواه الجماعة عن أنس (انظر صحيح الجامع 2/414) .
(¬2) صحيح مسلم: 2375.
(¬3) صحيح مسلم: 172.

الصفحة 93