كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 3)

القاضيان والغازيان.
وقوله ويغني عنه "الذي" في غير تخصيص كثيرًا مثاله {والَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ}، فلو لم يكن المراد به جمعًا لم يخبر عنه بجمع، وهو "أولئك"، ولا عاد عليه ضمير جمع.
قال المصنف: "ومنه {كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ} انتهى. وليس مثل ما تقدم لأنه يحتمل أن يكون (الذي) هو مفردًا، بل هو أظهر، بخلاف قوله {والَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ}.
وقوله وفيه للضرورة قليلًا أي: وفي التخصيص. قال المصنف في الشرح: "إذا قصد بـ"الذي" مخصص فلا محيص عن "اللذين" في التثنية و"الذين" في الجمع، ما لم يضطر شاعر، كقوله:
أبني كليب إن عمي اللذا ......................................
وقوله:
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد"
انتهى.
ولا يعرف أصحابنا هذا التفصيل بين أن يقصد به التخصص أو غيره، بل أنشدوا البيتين على الجواز في فصيح الكلام لا على الضرورة، وعلى

الصفحة 29