كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 5)
افرغ لعلنا نتغدى، والمعنى: لنتغدى، وتقول للرجل: اعمل عملك لعلك تأخذ أجرك، أي: لتأخد". قال المصنف: "وكقول الشاعر:
وقلتم لنا: كفوا الحروب لعلنا نكف، ووثقتم لنا كل موثق
فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سرابٍ في الملا متألق"
وهذا عند أصحابنا (لعل) فيه، وفي قوله: {لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} وفي المثالين اللذين ذكرهما الأخفش، للترجي.
وأما الاستفهام فهو شيء قاله الكوفيون، ونص النحاس منهم على الفراء، وقال عنه وعن الطوال: إن لعل شك. وبتعهم في الاستفهام هذا المصنف، قال: "وتكون لعل أيضًا للاستفهام كقوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}، وقال النبي لبعض الأنصار وقد خرج إليه مستعجلًا (لعلنا أعجلناك) "؟
وهي عندنا في {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} للترجي، وفي قوله "لعلنا أعجلناك" للإشفاق. وكون (لعل) للتعليل وللاستفهام وللشك خطأٌ عند البصريين. و (لعل) عندهم ترج. وقال أبو العباس: هو توقع.
وقوله ولهن شبهٌ بـ (كان) الناقصة إلى قوله فأعطيا إعرابيهما هذا كلام واضح، وهو على طريقة البصريين، وقد تقدم مذهب الكوفيين في أنها لم تعمل في الخبر شيئا. وشبهها بـ (كان) الناقصة هو قول الخليل.
الصفحة 24
318