كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 5)
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادْ، وحولي إذخر وجليل
والمنفصل باعتراض قول أبي طالب:
ليت شعري -مسافر بن أبي عمـ رو، وليت يقولها المحزون-
أي شيء دهاك أم غال مر آك، وهل أقدمت عليك المنون"
انتهى.
و (شعري) هنا مصدر حذفت منه التاء، قالوا: شعرة ودرية بالتاء، وهي هنا معلقة، والجملة الاستفهامية بعدها في موضع نصب بالمصدر، والخبر ملتزم الحذف، والتقدير: ليت شعري بكذا ثابت أو موجود أو واقع.
قال أبو علي الفارسي: "لو لم يكن المصدر مما يجوز أن يلغى فعله لم يجز أن تكون الجملة الاستفهامية في موضع نصب به" انتهى. ويعني بالإلغاء هنا التعليق، وسماه إلغاء لأنه فيه ترك العمل، ولا يمكن أن يريد الإلغاء المصطلح عليه الذي يراد به ترك العمل لغير موجب؛ لأن الفعل الملغي بهذا المصطلح لا يعمل لا في اللفظ ولا في التقدير، بخلاف/ الإلغاء الذي أريد به التعليق؛ ألا ترى في قوله "الجملة الاستفهامية في موضع نصب".
الصفحة 56
318