هكذا رواه الحفاظ، ومن قال (سقاك) فتاركٌ للرواية وآخذ بالرأي.
ومن إضمار فعل الفاعل لكون ما قبله يشعر به قول الشاعر:
أرى الأيام لا تبقي كريمًا ... ولا العصم الأوابد والنعاما
ولا علجان، ينتابان روضًا ... نضيرًا نبته، عمًا، تؤاما"
وهذا الذي ذهب إليه المصنف في هذه الأبيات لا يتعين:
أما البيت الأول فيمكن أن يكون المفعول الذي لم يسم فاعله هو ضارع، ويكون يزيد منادى، أي: لبيك ضارعٌ -يا زيد- بفقدك، فإنه يصير كالمفقود الذي ينبغي أن يبكى إذ لا يجد مثلك، فلا يكون يزيد هو المفعول الذي لم يسم فاعله، وضارعٌ فاعلًا، تقديره: يبكيه ضارعٌ.
وأما الثاني فيمكن أن يكون مطيرها بدلًا من الضمير المستكن في الغوادي إذ فيه ضمير يعود على الغر، أي: البواكي هي مطيرها، ولا يكون مطيرها فاعلًا بفعل محذوف، التقدير: يسقيها مطيرها.