كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 10)

وكَرَّارُ خَلفَ الْمُجْحَرِينَ جَوادِهِ ... إذا لَمْ يُحامِ دونَ أُنْثَى حَليلُها
وقول الآخر:
رُبَّ ابْنِ عَمِّ لِسُلَيْمَى مُشْمَعِلْ ... طَبَّاخِ ــــ ساعاتِ الكَرَى ـــــ زادِ الكَسِلْ
فصل بالظرف بين المثال والمجرور المضاف إليه، وحكمه حكم اسم الفاعل.

-[ص: ولا يُضافُ المقرونُ بالألف واللام إلا إذا كان مثنَّى، أو مجموعًا على حدِّه، أو كان المفعولُ به معرَّفًا بهما، أو مضافًا إلى معرَّفٍ بهما، أو إلى ضميره ولا يُغني كونُ المفعول به معرَّفًا بغير ذلك، خلافًا للفراء، ولا كوُنه ضميرًا، خلافًا للرمانِيِّ والمبرِّد في أحد قوليه.]-
ش: اسم الفاعل ذو «أل» مثنَّنى أو مجموعًا جمع سلامة لمذكر يجوز أن يضاف إلى المفعول مطلقًا، سواء أكان نكرة أم معرفة، بأيِّ جهة تعرَّف، وذلك إذا كان يليه، وإن لم يله فالنصب، وإذا وليَ فإن أثبتَّ النون فالنصب، وإن حذفتَها وقدَّرتَ حذفها للإضافة فالجرّ، وهو الأكثر، ولذلك أكثر القراء على الحرّ في قوله تعالى {والمقيمى الصلوة}، وقال الشاعر في المجموع:
ليسَ الأَخِلاَّءُ بِالْمُصْغِي مَسامِعِهِمْ ... إلى ... الوُشاةِ ... ولو كانُوا ذَوِي رَحِمِ
وقال آخر في المثنَّى:
إنْ يَغْنَيا عَنِّيَ ... الُمسْتَوطِنَا عَدَنٍ ... فإنَّنِي لَستُ ... يومًا ... عنهما ... بِغَنِي
وإن حذفتَها وقَدَّرتَ حذفها للطول تخفيفًا نصبتَ وإن كان لم يجز ذلك قبل دخول أل؛ لأنَّ اسم الفاعل بأل من قبيل الموصولات، فكما أنَّ حذف النون يجوز من الموصول في الذين واللذين لطوله بالصلة فكذلك يجوز في هذا، وقال:

الصفحة 343