كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 10)

هي فعل، فسُمَّي بها، وحُكيت، ولذلك فُتحت الميم منها مع دخول حرف الجر.
ونظير ذلك: قيلَ وقالَ، فإنَّ العرب لّما جعلتهما اسمين للقول حُكيا. وقالوا «ما رأيته مُذْ شُبَّ إلى دُبَّ»، فجعلهما اسمين، وحكي فيهما لفظ أصلها، وهو الفعل، وعرضت الاسمية فيهما كما عرضت في «لا» في قول الشاعر:
بُثَينُ، الْزَمِي «لا»، إنَّ «لا» إنْ لَزِمْتِهِ ... على كَثرِة الواشينَ أَيُّ مَعُونِ
فأوقع الزمي على «لا»، ثم أجراها مجرى اسم، فعاملها معاملة الأسماء، وأدخل عليها إنَّ ولا يلزم من ذلك أن يُحكم بالاسمية إذا لم يُستعمل هذا الاستعمال.
وأمَّا دخول حرف النداء فلا حجة فيه لأنه يدخل على الفعل، نحو قوله:
ألا يا اسْقِيانِي قَبلَ خَيلِ أَبي بَكرِ ... ................................
وعلي الحرف، نحو {يا ليتني كُنتُ مَعَهُمَ}، وقوله:
فيا رُبَّ يومٍ قد لَهَوتُ ولَيلةٍ ... بِآنِسةٍ، كأنَّها خَطُّ تِمثالِ
وعلى هذه الطريقة حكى الخلافَ فيهما المصنفُ في الشرح وأكثر أصحابنا.

الصفحة 73