كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 10)

أحدهما: التزام أل في فاعلهما أو فيما أضيف إليه فاعلهما، ولو لم تكن للجنس لكان فاعلهما كل اسم، والمفرد المعروف بأل تكثير إرادة الجنس به، كما قالوا: أهلكَ الناس الدينارُ الصُّفْرُ والدرهمُ البيضُ، وقال تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا}، فاستثني من (الإنسان)، وهو مفرد، فلولا أنه أريد به الجنس لما حسُن الاستثناء، وقال الشاعر:
بِهم هَدى اللهُ جميعَ الإنسانْ ... مِنَ الضلال، وهُم كالعُمْيانْ
وقال آخر:
إنْ تَبْخَلِي ــــ يا جُمْلُ ـــــ أو تَعْتَلِّي ... أو تُصْبِحي في الظاعِنِ المُوَلِّي
/وكذلك المضاف إلى ما عُرِّف بهما، كقوله: (مَولى القومِ منهم)؛ ألا ترى أنه يريد بذلك جميع الموالي.
والوجه الثاني: قول العرب في فصيح كلامها: نعمَ المرأةُ هندٌ، وبئسَ المرأةُ جُملٌ، فلا تلحقهما تاءَ التأنيث، ولا يقولون «قامَ فلانةُ» في فصيح الكلام، فدلَّ ذلك على أنَّ أل للجنس، فمن ذَكَّرَ فلأنَّ الجنس مذكر، ومن أَّنَّثَ فَرَعْيًا للَّفظ،
كقولهم: قال النساء، وقالت النساء، أحدهما على الجمع، والثاني على الجماعة، كذلك
هنا على الجنس واللفظ.

الصفحة 85