كتاب السراج الوهاج لمحو أباطيل الشلبي عن الإسراء والمعراج

في الحقيقة يكذب خبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عنهم, وهذا مما يقدح في دين القائل, وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وأما قوله: فمن المحقق أنهم ماتوا ودفنوا وأن أرواحهم عند الله.
فجوابه أن يقال: إن أرواح الأنبياء هي التي رآها النبي - صلى الله عليه وسلم - في السموات وفي بيت المقدس حين صلى بهم وهي رؤيا عين وليست برؤيا منام قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: «هي رؤيا عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به» رواه الإمام أحمد والبخاري, قال البغوي والعرب تقول رأيت بعيني رؤية ورؤيا انتهى, وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - من رآه من الأنبياء على أشكالهم التي كانوا عليها في الدنيا وأخبر عن صفات بعضهم فقال «أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم» وفي رواية أنه قال: «ولقيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به» وفي رواية أنه قال: «ونظرت إلى إبراهيم عليه السلام فلم أنظر إلى أرب منه إلا نظرت إليه مني حتى

الصفحة 27