كتاب السراج الوهاج لمحو أباطيل الشلبي عن الإسراء والمعراج

صلاة في كل يوم وليلة. قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم. قال: فرجعت إلى ربي فقلت: أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمساً فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فعلت؟ فقلت: قد حط عني خمساً فقال إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك, قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمساً خمساً حتى قال: يا محمد هن خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة» وهذا لفظ إحدى روايات مسلم. وفي رواية في الصحيحين أن الله تعالى كان يضع عنه في كل مرة عشراً وفي المرة الأخيرة أمره الله تعالى بخمس صلوات. وهذه المراجعة بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين موسى عليه الصلاة والسلام حق وصدق, وكذلك تردد النبي - صلى الله عليه وسلم - بين ربه وبين موسى عليه الصلاة والسلام في طلب التخفيف من عدد الصلوات كله حق وصدق. ومن أنكر ذلك أو شك فيه فليس بمؤمن لقول الله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} ومن الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - الإيمان بجميع ما أخبر به من أمور الغيب لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يقول إلا الحق كما أخبر الله عنه بقوله: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا

الصفحة 33