كتاب معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى

حديثه. وقد قال: فلان ضعيف. فإمّا أنْ يقال: فلان متروك فلا، إلَّا أنْ يجمع الجميع على ترك حديثه" (¬1).

أما قول ابن حجر فيهم في كتابه "التقريب" القاضي في الحكم عليهم بالترك فهو إنما يأخذ مجمل الأقوال في الراوي وما عليه جمهورهم (¬2).

وممن وجدتُه يستعمل هذه الطريقة في إطلاق عبارة الجرح الإمامُ الناقدُ الدارقطني. ومن شواهد ذلك عنده، حكمه على "إسماعيل بن أبي أمية أبو أمية الثقفي" فقد حكم عليه مرة فقال: "متروك" (¬3) وقال في موضع آخر معممًا: "ضعيف" (¬4).

ج- استعمال اصطلاح الضعف في موضعه المناسب له. وهو الوضع الطبيعي الطاغي على إطلاقه لهذه العبارة (¬5).

والإمام البيهقي يفصّل في كثير من الأحيان هذا الضعف في حينه، ويعطيه بعده المقصود من العبارة النقدية. فيقول: "ضعيف جدًا" (¬6).
أو يقول: "ضعيف بمرّة" (¬7).
أو: "ضعيف عند بعض أهل النقل" (¬8).
¬__________
(¬1) ابن الصلاح- علوم الحديث: 126 - 127.
(¬2) ابن حجر- تقريب التّهذيب: 1/ 144، 211، 285.
(¬3) الدارقطني- الضّعفاء والمتروكون: 135، وسنن الدارقطني: 2/ 20.
(¬4) الدارقطني- الضّعفاء والمتروكون: 412.
(¬5) انظر مثلًا: إسحاق بن إبراهيم الحنيني "السنن الكبرى": 9/ 271، ورشدين بن سعد المصري "السنن الكبرى": 8/ 238، وعباد بن كثير الرملي الفلسطيني "السنن الكبرى": 6/ 128.
(¬6) البيهقي- السنن الكبرى: 7/ 250، وانظر: مراتب الرواة.
(¬7) البيهقي- السنن الكبرى: 3/ 138، وانظر: مراتب الرواة.
(¬8) المصدر السابق: 9/ 296، وانظر: مراتب الرواة.

الصفحة 217