كتاب الحد الفاصل بين الإيمان والكفر

كلام حق في نفسه ولكن قائله ما أراد به إلا الشر والفتنة. وليس هذا مجال التمثيل والتوضيح.
(ج) إذا تحدد المعنى والهدف اتضحت السبيل. وليس على المسلم بعد أن رأى عوجاً وانحرافاً إلا أن يقيم الحجة إن أمكنه ذلك، فإن رد أحدهم الحق بعد علمه وكابر وجحد عن علم وبصيرة فهو الزيغ والعياذ بالله.
وعلى كل فهذا المجال محفوف بالمخاطر لأنه في غالبه اتهام للنيات. واتهام النيات شيء خطير إن لم ينبن على أسس ثابتة قطعية صريحة، وأما مجرد الشبهات والظواهر وتتبع الأخطاء فكل ذلك لا يجوز أن يحمل مسلماً على تكفير مسلم، ولم يبق إلا إقامة الحجة والأعذار إلى الله وبيان الخطأ دون اللجوء إلى التكفير والتشهير، والحكم أولاً وأخيراً لله رب العالمين العليم بالنيات المطلع على السرائر.
ولقد كان هذا الباب، أعني باب تأويل كلام الله وصرفه عن ظاهره، وما يزال أعظم أبواب الشر التي فتحت على المسلمين، فيجب الحذر منه كل الحذر.
وقد كان من الأسباب التي ساعدت على التأويل ما يأتي:

الصفحة 105