كتاب الحد الفاصل بين الإيمان والكفر

في كتابه بنصوص صريحة واضحة، قال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} .

وكان هذا تعقيباً على اليهود الذين أرادوا إبطال حكم الرجم الثابت في توراتهم وذلك بسؤال الرسول عن هذا الحكم لعله يفتي بخلافه أو بحكم أخف من الرجم فيكون لهم مندوحة عند الله في زعمهم - في التنصل من هذا الحكم. قال تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (المائدة: 44) .
وها أنت ترى أن الله سبحانه وتعالى قد ختم الآية -وإن كانت في شأن اليهود- بحكم عام يشمل كل أمة لها رسالة وتشريع. {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (فمن) من صيغ العموم وهي تعم كل من اتصف بهذه الصفة.
وهناك سؤال معروف: هل يعد كافراً كل من حكم في قضية ما بحكم غير حكم الله تبارك وتعالى؟

الصفحة 59