كتاب جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع

وقتاً بعد وقت، وحصوله مرة بعد أخرى -
كقوله تعالى (لو يُطيعكم في كثيرٍ من الأمرِ لعنتُّم) (¬1)
«ب» وكتنزيل المضارع منزلة الماضي (لصدوره عمّن المُستقبلُ عنده)
في تحقق الوقوعِ، ولا تخلّف في أخباره: كقوله تعالى (ولو تَرَى إذِ المجرمُونَ ناكسُوا رُؤسهم عندَ ربِّهم) (¬2)
¬_________
(¬1) أي امتنع عنتكم، أي وقوعكم في جهد وهلاك بسبب امتناع استمراره فيما مضى على اطاعتكم.
(¬2) نزل وقوفهم على النار في يوم القيامة منزلة الماضي: فاستعمل فيه (إذ) ولفظ الماضي وحينئذ فكان الظاهر أن يقال (ولو رأيت) بلفظ الماضي - لكن عدل عنه إلى المضارع تنزيلا للمستقبل الصادر عمن لا خلاف في خبره، منزلة الماضي الذي علم وتحقق معناه - كأنه قيل: قد انقضى هذا الأمر وما رأيته - ولو رأيته لرأيت أمرا فظيعا

الصفحة 154