كتاب جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع

التقفية، ويُلتزم في بيتين أو أكثر من (النظم) أو في فاصلتين أو أكثر من (النثر) نحو قوله تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر) - وكقول الطغراني في أول لاميَّته المشهورة:
أصالةُ الرّأي صانتني عن الخطل وحِلية الفضلِ زانتني لدى العطلِ
وكقوله: يا مُحرقاً بالنار وجه محبه مهلا فان مدامعي تطفيه
احرق بها جسدي وكل جوارحي واحرص على قلبي فانّك فيه
وقد يلتزمُ أكثرُ من حرف: كقوله
كُل واشرب الناس على خبرة فهم يمرُّونَ ولا يُعذَّبون
ولا تُصدِّقهم إذا حدّثُوا فإنّهم من عهدهم يكذبون
(9) رد العجز على الصدر
(1) رد العجزُ على الصَّدر: (في النثر) هو أن يُجعلَ أحدُ اللّفظين المُكرّرين، أو المُتجانسين، أو المُلحقين بهما «بأن جمعهما اشتقاق او شبهُ» في أول الفقرة، ثم تعادُ في آخرها، كقوله تعالى (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاهُ) - وقولك: «سائل» اللئيم يرجع؟ ودمعه «سائل» فسائل الأول: من السؤال، وسائل الثاني: من السَّيلان ونحو قوله تعالى (استغفروا ربكم إنهُ كانَ غفَّاراً) واللّذان يجمعهما شبه اشتقاق - نحو قوله تعالى (قال إني لعملِكم من القالين)
(ب) رد العجز على الصدّر: (في النظم) هو أن يكون أحدهما في آخر البيت، والآخر يكون، إمّا - في صدر المصراع الأوّل، أو في حشوه، أو في آخره (¬1)
وإمّا - في صدر المصراع الثاني - نحو قوله:
سريعٌ إلى ابن العم يلطم وجهه وليس إلى داعي الندى بسريع
وقوله - تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار
¬_________
(¬1) كقوله - ومن كان بالبيض الكواعب مغرما فما زلت بالبيض القواضب مغرما

الصفحة 333