كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 51)

الكوفي بمصر حدثنا الربيع قال سمعت الشافعي يقول ذكر الأبيات قال وحدثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي أخبرني أبو عمران موسى بن عمران القلزمي بقلزم حدثنا الربيع بن سليمان المصري أبو محمد قال سمعت الحميدي يقول لما أخذ حماد البربري للشافعي أحضره وأحضر جماعة معه فكان يقوم الرجل عريانا في سراويل فيقول أمير المؤمنين للفضل بن مروان قل له يتكلم فيقول له الفضل تكلم فإذا تكلم يقول اضرب فيضرب عنقه حتى قام الشافعي عريانا في سراويل قال الحميدي وقد كان استطلق بطن الشافعي من الليل وكان إذا انطلق بطنه عذب لسانه فقال أمير المؤمنين للفضل قل له يتكلم فتكلم الشافعي بكلام لم يسمع مثله فعجب أمير المؤمنين من حسن كلامه فقال لفضل بن مروان ويحك سمعت مثل هذا قط قل له يعيد ما قال فأعاد عليه وزاد قال فكان فيما قال له أصلح الله أمير المؤمنين لأن أكون مع قوم يرون أني من أنفسهم أحب إلي من أن أكون مع قوم يرون أني عبد لهم قال ألبسوه ثيابه وأجازه بعشرة آلاف دينار في منديل فحملها فضرب خيمة وبقي يطعم الناس ولم يقلع الخيمة حتى لم يبق منها شئ قال ورأيته في الحمام وهو يجعل النخالة ليس فيها شئ إلا الحسور قال وحدثنا أبو أحمد عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل العطار الجرباذقاني بها حدثنا إبراهيم بن معاوية الأصبهاني الإمام حدثنا المزني قال سمعت الشافعي يقول (1) بعث إلي هارون الرشيد في الليل بالربيع فقحم علي من غير إذن فقال لي أجب فقلت له في مثل هذا الوقت وبغير إذن قال بذاك أمرت فخرجت معه فلما صرت بباب الدار قال لي اجلس فلعله قد نام أو قد سكن سورة غضبه فدخل فوجد الرشيد منتصبا فقال ما فعل محمد بن إدريس قلت قد أحضرته قال فجئني به قال فخرجت فأدخلته إليه فلما مثلت بين يديه تأملني ثم قال يا محمد أرعبناك فانصرف رشدا يا ربيع (2) واحمل معه بدرة دراهم قال فقلت لا حاجة لي فيها قال أقسمت عليك إلا أخذته قال فحمل بين يدي فلما خرجت قال لي الربيع بالذي سخر لك هذا الرجل ما الذي قلت فإنني أحضرتك وأنا أرى موضع السيف من قفاك فتبسم فقلت نعم سمعت مالك بن أنس يقول سمعت نافعا يقول سمعت عبد الله بن عمر يقول
_________
(1) راجع حلية الاولياء 9 / 79 - 80
(2) هو الربيع بن يونس أبو الفضل الاموى الوزير ترجمته في سير اعلام النبلاء 7 / 335

الصفحة 318