كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 51)

ضميرك ذلك فارجع إلى الله وإلى قوله عز وجل " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السموات والأرض " الآية (1) فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف علم ما لا يبلغه عقلك فقلت فقد تبت إن عدت في ذلك أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا محمد بن إسحاق بن راهوية قال سمعت أبي يقول اجتمعت مع الشافعي بمكة فسمعته يقول عن كري بيوت مكة فقلت له أسألك هذه المسألة لا أجاوز بك إلى غيره قال ذاك أقدر لك قال وأنبأنا أبو محمد قال سمعت أبا إسماعيل الترمذي بمكة سة ستين ومائتين فحدثنا بأحاديث عن أيوب بن سليمان بن بلال وقال أبو إسماعيل الترمذي سمعت إسحاق ابن راهوية يقول جالست الشافعي بمكة فاذكرنا في بيوت مكة وكان يرخص فيه وكنت لا (2) رخص فيه فذكر الشافعي حديثا وسكت وأخذت أنا في الباب أسرد فلما فرغت منه قلت لصاحب لي من أهل مرو بالفارسية مردك مالاي هشت قرية بمرو ويعلم أني واطئت صاحبي بشئ هجنته فيه فقال لي أتناظر قلت وللمناظرة جئت قال قال الله عز وجل " الذين أخرجوا من ديارهم " (3) أنسبت الديار إلى مالكيها أو غير مالكيها وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة من أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن وهل ترك (4) عقيل لنا من رباع نسبت الديار إلى أربابها أو غير أربابها وقال لي اشترى عمر بن الخطاب دار السجن من مالك أو غير مالك فلما علمت أن الحجة قد لزمتني قمت قال وأنا أبو محمد قال في كتابي عن الربيع بن سليمان قال (5) حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب (6) إلا أن أعلم (7) أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عمرو بن يزيد وحفص الفرد وكان الشافعي يسميه المنفرد فسأل حفص عبد الله بن عبد الحكم فقال ما تقول في القرآن فأبى أن يجيبه فسأل يوسف بن عمرو بن يزيد فلم يجبه فكلاهما
_________
(1) سورة البقرة الآيتان 163 - 164
(2) بالاصل: إذا والمثبت عن م ود و " ز "
(3) سورة الحج الاية 40، وسورة الحشر الآية 8
(4) بياض بالاصل واللفظة استدركت عن م ود و " ز "
(5) مكانها بياض في م وبعدها: بحضرة
(6) في " ز ": أبو نجيب والمثبت عن م ود
(7) مكان: " الا ان اعلم " في م بياض

الصفحة 382