كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 51)

البقشلان أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي (1) أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الحافظ البخاري المعروف بغنجار حدثنا خلف بن محمد حدثنا إبراهيم بن محمود بن حمزة حدثني داود بن علي بن خلف حدثني إبراهيم بن خالد الكلبي (2) قال أراد الشافعي الخروج إلى مكة ومعه مال فقلت له وكان قل ما يملك شيئا من سماحته ينبغي أن تشتري بهذا المال ضيعة تكون لك ولولدك من بعدك قال فخرج ثم قدم علينا فسألته عن ذلك المال ما فعل به قال ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن أشتريها لمعرفتي بأصلها أكثرها قد وقفت ولكن قد بنيت بمنى مضربا يكون لأصحابنا إذا حجوا ينزلون فيه قال فكأني اهتممت فأنشد يعني الشافعي رحمه الله قول ابن حازم (3) * إذا أصبحت عندي قوت يومي * فخل الهم عني يا سعيد ولم تخطر هموم غد ببالي * لا غدا له رزق جديد أسلم إن اراد الله أمرا * وأترك ما أريد لما يريد وما لإرادتي وجه إذا ما * أراد الله لي ما لا أريد (4) * أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي أنبأنا أحمد بن عبد الله بن طاوس أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين الفقيه أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا الحسين بن إدريس بهراة حدثنا الربيع بن سليمان قال قال لنا الشافعي دهمني في هذه الأيام أمر أمضني وآلمني ولم يطلع عليه غير الله فلما كان البارحة أتاني آت في منامي فقال يا محمد بن إدريس قل اللهم إني لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا (5) ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني ولا أتقي إلا ما وقيتني اللهم فوفقني لما تحب وترضى من القول والعمل في عافية فلما أن أصبحت أعدت ذلك فلما أن ترجل (6) النهار أعطاني الله طلبتي وسهل لي الخلاص مما
_________
(1) بياض بالاصل وما بين معكوفتين استدرك عن د وم وفيهما: شاه و " ز " وفيها: " هناه " وسيرد قريبا انه: هناد ابن ابراهيم النسفي
(2) بياض بالاصل واللفظة استدركت عن م ود و " ز "
(3) الابيات في ديوان الشافعي ص (183) ط دار الفكر
(4) ليس البيت في " ز "
(5) بالاصل: " نفعا ولا ضرا " وفوق اللفظتين علامتا تقديم وتأخير
(6) ترجل النهار: ارتفع (تاج العروس: رجل)

الصفحة 396