كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 51)

سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول (1) من استغضب فلم يغضب فهو حمار ومن استرضي فلم يرض فهو شيطان (2) أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا النقاش حدثنا الحسين بن حزم بهراة حدثنا الربيع بن سليمان قال كتب الشافعي إلى رجل من أهل الحلقة يهنئه بولد رزقه ذكر بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فبارك الله لك في الفارس المستفاد وجعله طيبا من الأولاد وحسن وجهه وجمل صورته وأسعد جده وبلغك أملك به فقر عينا يا أخي واشدد به عضدا واردد به ولدا أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المؤذن قال سمعت محمد بن عيسى الزاهد يقول فيما بلغنا أن عبد الرحمن بن مهدي مات له ابن فجزع عليه جزعا شديدا حتى امتنع من الطعام والشراب فبلغ ذلك محمد بن إدريس الشافعي فكتب إليه أما بعد فعز نفسك بما تعزي به غيرك واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك واعلم ان أمض المصائب فقد سرور مع حرمان أجر فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر فأقول (3) * إني معزيك على أني على طمع * من الخلود ولكن سنة الدين فما المعزى بباق بعد صاحبه * ولا المعزي ولو عاشا إلى حين * قال فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الصيرفي أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثنا الحسن بن سفيان بنسا حدثنا إبراهيم بن خالد قال كتب محمد بن إدريس الشافعي إلى رجل من إخوانه من قريش يعزيه بابن أصيب به
_________
(1) الخبر في حلية الاولياء 9 / 143 وسير اعلام النبلاء 10 / 42 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 327
(2) كتب بعدها بالاصل: الى
(3) المناقب للبيهقي 2 / 90 ومعجم الادباء 17 / 308 وديوان ص 106

الصفحة 414