كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 51)

يدي الله وخف (1) من الله عز وجل واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الله حيث كنت ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلهم بالشكر وليكن صمتك تفكرا وكلامك ذكرا ونظرك عبرة اعف عن من ظلمك وصل من قطعك وأحسن إلى من اساء إليك واصبر على النائبات واستعذ بالله من النار بالتقوى فقلت زدني فقال ليكن الصدق لسانك والوفاء عمادك والرحمة ثمرتك والشكر طهارتك والحق تجارتك والتودد زينتك والكياسة فطنتك والطاعة معيشتك والرضا أمانتك والفهم بصيرتك والرجاء اصطبارك والخوف جلبابك والصدقة حرزك والزكاة حصنك والحياء أميرك والحلم وزيرك والتوكل درعك والدنيا سجنك والفقر ضجيعك والحق قائدك والحج والجهاد بغيتك والقرآن محدثك (2) بحجتك والله مؤنسك فمن كانت هذه صفته كانت الجنة منزلته ثم رمى بطرفه نحو السماء ثم استعبر وأنشأ يقول * إليك إله الخلق (3) أرفع رغبتي * وإن كنت يا ذا المن والجود مجرما * * فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت الرجاء مني لعفوك (4) سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما وما زلت ذا عفو عن (5) الذنب لم تزل * تجود وتعفو منة وتكرما فلولاك لم يغو (6) بإبليس عابد * فكيف وقد أغوى صفيك آدما فإن تعف عني تعف عن متمرد * ظلوم غشوم ما يزايل (7) مأثما وإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو أدخلت (8) نفسي بجرمي جهنما فجرمي عظيم من قديم وحادث * وعفوك يا ذا العفو (9) أعلى وأجسما * أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب
_________
(1) بالاصل ود: " وكن " والمثتب عن " ز "
(2) كذا بالاصل وفي " ز ": " والقران محجتك " وفي د: " والقران محدثك
(3) في " ز " ود: الحق
(4) في د و " ز ": بعفوك
(5) بالاصل و " ز " ود: " على " والمثبت عن الديوان
(6) بالاصل: " ما يقوى " والمثبت عن " ز " ود (7) الاصل و " ز " وفي د: يفارق
(8) الاصل و " ز " وفي د: دخلت
(9) كذا بالاصل و " ز " ود وفي الديوان (في نسخة) : " ياتي العبد " بدل: " بإذا العفو "

الصفحة 431