كتاب الإيمان لابن تيمية
لهذا يذكر هذه " المراتب الأربعة " فيقول: " المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر السيئات، والمجاهد من جاهد نفسه لله ". وهذا مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو، وفَضَالة بن عبيد وغيرهما بإسناد جيد، وهو في السنن، وبعضه في الصحيحين. وقد ثبت عنه من غير وجه أنه قال: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ". ومعلوم أن من كان مأموناً على الدماء والأموال؛ كان المسلمون يسلمون من لسانه ويده، ولولا سلامتهم منه لما ائتمنوه. وكذلك في حديث عبيد بن عمير، عن عمرو بن عَبَسة.
وفي حديث عبد الله بن عبيد بن عمير أيضاً عن أبيه، عن جده؛ أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الإسلام؟ قال: " إطعام الطعام، وطِيبُ الكلام ". قيل: فما الإيمان؟ قال: " السَّمَاحة والصبر ". قيل: فمن أفضل المسلمين إسلاماً؟ قال: " من سَلِم المسلمون من لسانه ويده ". قيل: فمن أفضل المؤمنين إيمانًا؟ قال: " أحسنهم خُلُقاً ". قيل: فما أفضل الهجرة؟ قال: " من هَجَر ما حَرَّم الله عليه ". قال: أي الصلاة أفضل؟ قال: " طول القُنُوت ". قال: أي الصدقة أفضل؟ قال:
الصفحة 9
384