كتاب معجم الشعراء

لما نزلت على الديالم أيقنت ... أعجارها بتقاصر الأعمار
وتجرعوا بك أكؤساً من وقعة ... ممزوجة من لذعها ببوار
لما الاح بسيفه لاح الهدى ... عنه بصوت النافع الضرار
الحق أبلج والسيوف عوار ... فحذار من أسد العرين حذار
ملك يجل عن الشبيه وإنه ... لهو الفرند الفذ في الأحرار
محمد بن عبد السلام البغدادي. له قصيدة مزاوجة طويلة يصف فيها الأخوان. وهو القائل في رواية الصولي:
واسوءتي لامرئ بشيبته ... في عنفوان وماؤها خضل
وهو مقيم بدار مضيعة ... يقعده في عرامها الفشل
راض بقوت المعاش مقتنع ... على تراث الآباء بتكل
لا حفظ الله ذاك من رجل ... ولا رعاه ما أطت الإبل
كلا ورى حتى يكون فتى ... قد نهلته الأسفار والرحل
تسمو به همة تغادره ... وطرفه بالسهاد مكتحل
مصمم يطلب الرياسة أو ... يضرب فتكاً بفعله المثل
محمد بن إبراهيم بن عتبا الفقيه مولى المهدي يكنى أبا بكر ويلقب مكيكة. له مع إبراهيم بن المدبر وأبي العيناء خبر مستملح. وقد هجاه أبو نعامة في جملة من ذكره في القصيدة السنية. وهو القائل لعبد الله بن المعتز أيام مقامه بسر من رأى:
لا تله عن مصطنعي فتغبن ... واشترني فإني عبد مثمن
كل امرئ قيمته ما يحسن
وله:
كنت خلا لك مأمو ... ناً على دنيا ودين
بعتني سمحاً بقول ... جاء من غير أمين
ليت شعري عنك لم حم؟ ... لت شكا في يقين
ما ترى ما يكشف الخب؟ ... رة من غيب الظنون
وله:
وله مواهب كلما نسبت ... نسباً إليه زانها النسب
ومن المواهب ما يكدره ... ويشيفه قدر الذي يهب
محمد بن أبي ربيع الصوري يقول:
إذ ضافني هم فبت مؤرقاً ... كأن الحشا تكوى بنار من الأسى

الصفحة 456