كتاب معجم الشعراء

تذكرتُ بيتاً لا مرئ القيس سائراً أصاب عينَ الصواب مقرطسا
فلو أنها نفس تموت سويةً ... ولكنها نفس تساقط أنفاسا
وله:
حبيب تحملت إذلاله ... ولم أحمل الضيم إلا له
عصيت العواذل في حبه ... وخان فطاوع عذاله
لئن فاز بالصبر قلب امرئ فطوبى لقلبي طوبى له
محمد بن أبي المغيرة أحد شعراء العسرك سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كانتا لدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربه ماء.
فقال:
جاء الحديثً بأن الأرض أجمعها ... وما حوتْ لا تساوي عند باريها
بعوضةً أو جناحاً من مطائرها ... لم يسقَ منها ولو فاضتْ مآقيها
من يكفر الواحد؟ َ الجبار نعمته ... مجاجةً من أحاح ربه فيها
لكنه هانت الدنيا عليه فلم ... يمنعك إن ملكت كفاك ما فيها
وهي قصيدة ذكر فيها المتوكل بعد وفاته.
محمد بن سعد العامري الدمشقي من شعراء دمشق كان يظهر التشيع فاغتاله قوم منأهل دمشق فقتلوه لرفض بلغهم عنه ولقوله في قصيدة طويلة سب فيها أبا بكر وعمر رضي الله عنهما أولها:
لقد غشيتُ أدهراً وأدهرا ... سكران لا آلفُ إلا السكرا
ولا أرى المعروفَ إلا المنكرا فإن يكن سري قد تسفرا
عني وعاد الصفو عني كدرا ... وصرت زهماً جنفاً مكسرا
وحاد مني ناظري وشبكرا ... فطال ما كنت عضيضاً أحورا
وطالما كنتُ فتى حزورا ... مزعفراً معطراً معنبرا
أسحب برداً وأجرّ مثزرا ... إذا مشيت للصبى التبخترا
ثم ضممتُ الكف إلا الخنصرا ... وقد حملتُ للمجونِ خنجرا
وصلت الكاعب تلحى المعصرا ... وهي تراني كمثل ما ترى
سقياً لذالك ما ألذ منظرا ... بدلتُ بالنوم الطويل السهرا
ومت ولا موتاً ولكن كبرا ... ومن وقار المرء أن يوقرا
لزاجرٍ من المشيب زجرا ... أن يألف العرف ويأبى المنكرا
محمد بن حبيب الضبي أبو الحسين. كان يظهر القول بالإمامة وهو القائل في محمد بن

الصفحة 457