كتاب معجم الشعراء

فأجابه يحيى من أبيات:
دع التغييب عما تشتهيه ... بما لا تشتهيه من كلام
محمد بن عمران الحلبي أبو العباس. أديب متكلم ينتحل في الإجبار مذهب حسين النجار ويناضل عنه ويقول شعراً ضعيفاً. وللبحتري فيه هجاء وهو ممن شهد على أبي سهل النوبختي لما احتال عليه أحمد بن أبي عوف وحبسه في أيام القاسم بن عبيد الله فقال فيه أبو سهل يخاطب يحيى بن علي المنجم وكان الحلبي يصحبه:
إن كنت أصبحت ذا علم وذا شرف ... فبئس ما اخترته من عشرة الحلبي
محارف حرفة تعدي معاشره ... والشؤم أعدى إذا استشرى من الجرب
فخله عنك واهرب من معرته ... فما لصاحبه منجى سوى الهرب
وفيه يقول يحيى بن علي:
وفي الحلبي كل أس ومتعة ... ونعم أخو الإخوان عند الحقائق
ولكنه ممن يجور ربه ... وينحله مذموم فعل الخلائق
وما تأمن الحيران منه شهادة ... عليهم بعظمي ليس فيها بصادق
وينشدك الشعر الغثيث لنفسه ... فيحلف فيه إنه غير سارق
محمد بن جعفر النحوي أبو جعفر يعرف ببرمة أنشدنا عنه أبو بكر أحمد بن كامل القاضي فمن ذلك:
أما ترى الروض قد لاحت زخارفه ... ونشرت في رباه الريط والحلل
وجاده هاطل سحتْ مدامعه ... في وشيه فزهاه المسبل الهطل
واعتم بالأرجوان النبت منه فما ... يبدو لنا منه إلا مونق خضل
والنرجس الغض يرنو من محاجره ... إلى الورى مقل تحيا به المقل
تبر حواه لجين فوق أعمدة ... من الزبرجد فيها الزهر مكتهل
فعج بنا نصطبح يا صاح صافيةً ... صهباء في كأسها من لمعها شعل
محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر الأزدي شيخنا رضي الله عنه. ولد بالبصرة ونشأ بعمان وكان أهله من رؤساء أهلها وذوي اليسار منهم ثم تنقل في جزائر البحر وفارس ثم ورد مدينة السلام بعد أن أسن فأقام بها إلى أن توفي في سنة إحدى وعشرين وثلثمائة، وكان رأس أهل العلم والمتقدم في الحفظ للغة والأنساب وأشعار العرب وهو غزير الشعر كثير الرواية سمح الأخلاق وكانت له نجدة في شبابه وشجاعة وسخاء وسماحة. وهو القائل يرثي عمه الحسين بن دريد:

الصفحة 461