كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

وَكَانَ لسابور الْمَذْكُور عناية عَظِيمَة بِجمع كتب الفلاسفة لليونانيين ونقلها إِلَى اللُّغَة الفارسية
وَيُقَال أَن فِي زَمَانه اخترع الْعود وَهُوَ آلَة اللَّهْو الَّتِي يضْرب بهَا وَفِي أَيَّام صبا سَابُور بن هُرْمُز وَهُوَ السابور الثَّانِي طمعت الْعَرَب فِي بِلَاده فَلَمَّا بلغ غلب على الْعَرَب وَقتل أُنَاسًا من تَمِيم وَبكر بن وَائِل وَعبد الْقَيْس وَسمي ذَا الأكتاف وَقتل النَّصَارَى وأخرب الْكَنَائِس وأحرق الْإِنْجِيل
وَفِي أَيَّام قباذ بن فَيْرُوز ظهر مردك الزنديق الْمَجُوسِيّ وَادّعى النُّبُوَّة وَأمر النَّاس بالتساوي فِي الْأَمْوَال وَأَن يشتركوا فِي النِّسَاء لأَنهم أخوة لأَب وَأم آدم وحواء
وَدخل قباذ فِي دينه وَكَانَ ظُهُوره من هبوط آدم عَلَيْهِ السَّلَام لسنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَة وَسِتَّة آلَاف ثمَّ ملك أنوشروان بن قباذ وَلما تولى كَانَ صَغِيرا فَلَمَّا اسْتَقل وَجلسَ على السرير أعَاد آل الْمُنْذر إِلَى الْحيرَة وطرد الْحَارِث عَنْهَا وَقتل مردك بَين يَدَيْهِ وأحرق جيفته ونادى بِإِبَاحَة دِمَاء المردكية فَقتل مِنْهُم فِي ذَلِك الْيَوْم عَالما كثيرا وأباح دِمَاء المانوية أَيْضا وَقتل مِنْهُم خلقا كثيرا
وَثبتت مِلَّة الْمَجُوسِيَّة الْقَدِيمَة وَفتح الْإسْكَنْدَريَّة وَتوجه إِلَى عدن فَعَسْكَرَ هُنَاكَ من نَاحيَة الْبَحْر بَين جبلين بالصخور وَعمد الْحَدِيد وَكَانَ مكرما للْعُلَمَاء محبا للْعلم وَفِي أَيَّامه ترْجم كتاب كليلة ودمنة وترجمه من لِسَان الْيَهُود وحله بِضَرْب الْأَمْثَال وَيحْتَاج إِلَى فهم دَقِيق
قَالَ الطَّبَرِيّ وَفِي أَيَّامه رأى الموبذان أَن الْإِبِل الصعاب تقود الْخَيل العراب وَقد قطعت دجلة وانتشرت فِي بلادها فأفزعه ذَلِك وَسَيَأْتِي تَفْصِيله
وَفِي زَمَانه ولد عبد الله أَبُو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَرْبَع وَعشْرين سنة من ملكه وَكَذَلِكَ ولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّنة الثَّانِيَة وَالْأَرْبَعِينَ من ملكه وَذَلِكَ عَام الْفِيل وَمَات أنو شيروان فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة للإسكندر لمضي سَبْعَة أشهر من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ قَامَ ابْنه هُرْمُز ثمَّ سمل برويز

الصفحة 101