كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

ذكر طرف من هَيْئَة الأفلاك

إعلم أَن الْكَوَاكِب أجسام كريات وَالَّذِي أدْرك مِنْهَا الْحُكَمَاء بالرصد ألف كَوْكَب وَتِسْعَة وَعشْرين كوكبا وَهِي على قسمَيْنِ سيارة وثابتة فالسيارة سَبْعَة وَهِي زحل وَالْمُشْتَرِي والمريخ وَالشَّمْس والزهرة وَعُطَارِد وَالْقَمَر وَقد نظمها المقريزي فِي بَيت وَاحِد وَهُوَ
(زحل شري مريخه من شمسه ... فتزاهرت بعطارد الأقمار)
وَيُقَال لهَذِهِ السَّبْعَة الخنس وَقيل أَنَّهَا الَّتِي عناها الله تَعَالَى بقوله {فَلَا أقسم بالخنس الْجوَار الكنس} وَالَّتِي عناها الله بقوله {فالمدبرات أمرا} وَقيل لَهَا الخنس لاستقامتها فِي سَيرهَا ورجوعها وَقيل لَهَا الكنس لِأَنَّهَا تجْرِي فِي البروج ثمَّ تكنس أَي تستتر كَمَا يكنس الظبي وَقيل الكنس والخنس مِنْهَا خَمْسَة وَهِي مَا سوى الشَّمْس وَالْقَمَر سميت بذلك من الأنخاس وَهُوَ الإنقباض وَفِي الحَدِيث الشَّيْطَان يوسوس للْعَبد فَإِذا ذكر الله خنس أَي انقبض وَرجع فَيكون الخنس على هَذَا فِي الْكَوَاكِب بِمَعْنى الرُّجُوع وَسميت بالكنس من قَوْلهم كنس الظبي إِذا دخل الكناس وَهُوَ مقره فالكنس على هَذَا فِي الْكَوَاكِب بِمَعْنى اختفائها تَحت ضوء الشَّمْس وَيُقَال لهَذِهِ الْكَوَاكِب الْمُتَحَيِّرَة لِأَنَّهَا ترجع أَحْيَانًا عَن سمت مسيرها بالحركة الشرقية وتتبع الغريبة فِي رَأْي الْعين فَيكون هَذَا الإرتداد لَهَا شبه التحير

الصفحة 145