كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

بِصَحِيح وَإِنَّمَا التحت الطبيعي قلب الأَرْض ووسط كرتها الَّذِي هُوَ مركزها وَالْكل يَطْلُبهُ بِمَا فِيهِ من الثّقل وَمَا عدا ذَلِك من جوانبها
وَأما المَاء الْمُحِيط بهَا فَوق الأَرْض وَإِن قيل فِي شَيْء مِنْهَا أَنه تَحت الأَرْض فبالإضافة إِلَى جِهَة أُخْرَى مِنْهُ
وَأما الَّتِي قد انحسر المَاء عَنْهَا نَحْو النّصْف من سطح كرتها فِي شكل دَائِرَة أحَاط العنصر المائي من جَمِيع جهاتها بحرا يُسمى الْبَحْر الْمُحِيط وَيُسمى أَيْضا لبلابة بتفخيم اللَّام الثَّانِيَة وَيُسمى أوقيانوس أَسمَاء عجمية وَيُقَال لَهُ الْبَحْر الْأَخْضَر
ثمَّ إِن هَذَا المنكشف من الأَرْض للعمران فِيهِ القفار والخلاء أَكثر من عمرانه والخالي من جِهَة الْجنُوب مِنْهُ أَكثر من جِهَة الشمَال وَإِنَّمَا الْمَعْمُور مِنْهُ قِطْعَة أميل إِلَى الْجَانِب الشمالي على شكل مسطح كري يَنْتَهِي من جِهَة الْجنُوب إِلَى خطّ الإستواء وَمن جِهَة الشمَال إِلَى خطّ كري ووراءه الْجبَال الفاصلة بَينه وَبَين المَاء العنصري الَّذِي بَينهمَا سد يَأْجُوج وَمَأْجُوج
وَهَذِه الْجبَال مائلة إِلَى جِهَة الْمشرق وَيَنْتَهِي من الْمشرق وَالْمغْرب إِلَى عنصر المَاء أَيْضا بقطعتين من الدائرة المحيطة وَهَذَا المنكشف من الأَرْض قَالُوا هُوَ مِقْدَار النّصْف من الكرة أَو أقل والمعمور مِنْهُ مِقْدَار ربعه وَهُوَ المنقسم بالأقاليم السَّبْعَة وانغمر النّصْف الآخر فِي الأَرْض وَصَارَ المنكشف من الأَرْض نِصْفَيْنِ كَأَنَّمَا قسم بِخَط مسامت لخط معدل النَّهَار يمر تَحت دائرته وَجَمِيع الْبِلَاد الَّتِي على هَذَا الْخط لَا عرض لَهَا الْبَتَّةَ والقطبان غير مرئيين فِيهَا ويكونان هُنَاكَ على دَائِرَة الْأُفق من الْجَانِبَيْنِ وَكلما بعد مَوضِع بلد عَن هَذَا الْخط إِلَى نَاحيَة الشمَال قدر دَرَجَة ارْتَفع القطب الشمالي الَّذِي هُوَ الجدي على أهل ذَلِك الْبَلَد دَرَجَة وانخفض القطب الجنوبي الَّذِي هُوَ سُهَيْل دَرَجَة وَهَكَذَا مَا زَاد وَيكون الْأَمر فِيمَا بعد من الْبِلَاد الْوَاقِعَة فِي نَاحيَة الْجنُوب كَذَلِك من ارْتِفَاع القطب الجنوبي وانحطاط القطب الشمالي

الصفحة 161