كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

وَبِهَذَا عرف عرض الْبلدَانِ وَصَارَ عرض الْبَلَد عبارَة عَن ميل دَائِرَة معدل النَّهَار عَن سمت رُؤُوس أَهله وارتفاع القطب عَلَيْهِم وَهُوَ أَيْضا بعد مَا بَين سمت رُؤُوس أهل ذَلِك الْبَلَد وسمت رُؤُوس أهل بلد لَا عرض لَهُ فَأَما مَا انْكَشَفَ من الأَرْض مِمَّا يَلِي الْجنُوب من خطّ الاسْتوَاء فَهُوَ الرّبع العامر وَهُوَ المسكون من الأَرْض وَخط الاسْتوَاء لَا وجود لَهُ فِي الْخَارِج وَإِنَّمَا هُوَ فرض يوهمنا أَنه خطّ ابتداؤه من الْمشرق إِلَى الْمغرب تَحت مدَار رَأس الْحمل وَسمي بذلك من أجل أَن النَّهَار وَاللَّيْل هُنَاكَ أبدا سَوَاء لَا يزِيد وَلَا ينقص أَحدهمَا عَن الآخر شَيْئا الْبَتَّةَ فِي سَائِر أَوْقَات السّنة كلهَا ونقطتا هَذَا الْخط ملازمتان للأفق إِحْدَاهَا على مدَار سُهَيْل فِي نَاحيَة الْجنُوب وَالْأُخْرَى مِمَّا يَلِي الجدي فِي نَاحيَة الشمَال وَخط الاسْتوَاء يقسم الأَرْض نِصْفَيْنِ من الْمغرب إِلَى الْمشرق وَهُوَ طول الأَرْض وأكبر خطّ فِي كرتها كَمَا أَن منْطقَة فلك البروج ودائرة معدل النَّهَار أكبر خطّ فِي الْفلك ومنطقة البروج منقسمة ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ دَرَجَة والدرجة من مَسَافَة الأَرْض خَمْسَة وَعِشْرُونَ فرسخا والفرسخ اثْنَا عشر ألف ذِرَاع فِي ثَلَاثَة أَمْيَال لِأَن الْميل أَرْبَعَة آلَاف ذِرَاع والذراع أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ إصبعا والإصبع سِتّ حبات شعير مصفوفة ملصق بَعْضهَا إِلَى بعض ظهرا لبطن وَبَين دَائِرَة معدل النَّهَار الَّتِي تقسم الْفلك نِصْفَيْنِ وتسامت خطّ الاسْتوَاء من الأَرْض وَبَين كل وَاحِد من القطبين تسعون دَرَجَة لَكِن الْعِمَارَة فِي الْجِهَة الشمالية من خطّ الاسْتوَاء أَربع وَسِتُّونَ دَرَجَة وَالْبَاقِي مِنْهَا خلاء لَا عمَارَة فِيهِ لشدَّة الْبرد والجمود كَمَا كَانَت الْجِهَة الجنوبية خلاء كلهَا لشدَّة الْحر
والعمارة من الْمشرق إِلَى الْمغرب مائَة وَثَمَانُونَ دَرَجَة من الْجنُوب إِلَى الشمَال من خطّ إريس إِلَى بَنَات نعش ثَمَان وَأَرْبَعُونَ دَرَجَة وَهُوَ مِقْدَار ميل الشَّمْس مرَّتَيْنِ وَخلف خطّ إريس وَهُوَ مِقْدَار سِتّ عشر دَرَجَة وَجُمْلَة معمور الأَرْض نَحْو من سبعين دَرَجَة لاعتدال مسير الشَّمْس فِي هَذَا الْوسط ومرورها على مَا وَرَاء الْحمل وَالْمِيزَان مرَّتَيْنِ فِي السّنة وَأما الشمَال والجنوب فالشمس لَا تحاذيهما إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَلِأَن أوج الشَّمْس

الصفحة 162