كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

وَعِشْرُونَ وَفِي الشمَال تِسْعَة عشر وَفِي الْجنُوب اثْنَا عشر وَقد سَموهَا
والكور الْكِبَار الْمَعْرُوفَة تسع ومائتان مِنْهَا فِي الْمشرق خمس وَسَبْعُونَ وَفِي الْمغرب سِتّ وَسِتُّونَ وَفِي الشمَال سِتّ وَفِي الْجنُوب اثْنَان وَسِتُّونَ
والأنهار الْكَبِيرَة الْمَعْرُوفَة فِي جَمِيع الدُّنْيَا سِتَّة وَخَمْسُونَ مِنْهَا لجزء الشرق سَبْعَة عشر ولجزء الغرب ثَلَاثَة عشر ولجزء الشمَال تِسْعَة عشر ولجزء الْجنُوب سَبْعَة
ثمَّ إِن المخبرين عَن هَذَا الْمَعْمُور وحدوده وَمَا فِيهِ من الْأَمْصَار والمدن وَالْجِبَال والبحار والأنهار والقفار والرمال مثل بطليموس فِي كتاب الجغرافيا وَصَاحب كتاب زجار من بعده قسموا هَذَا الْمَعْمُور بسبعة أَقسَام يسمونها الأقاليم السَّبْعَة بحدود وهمية بَين الْمشرق وَالْمغْرب مُتَسَاوِيَة فِي الْعرض مُخْتَلفَة فِي الطول وَقَالُوا الأقاليم السَّبْعَة كل إقليم مِنْهَا كَأَنَّهُ بِسَاط مفروش قد مد طوله من الشرق إِلَى الغرب وَعرضه من الشمَال إِلَى الْجنُوب وَهَذِه الأقاليم مُخْتَلفَة الطول وَالْعرض
فالإقليم الأول أطول مِمَّا بعده وَكَذَا الثَّانِي إِلَى آخرهَا فَيكون السَّابِع أقصر لما اقْتَضَاهُ وضع الدائرة الناشئة من انحسار المَاء عَن كرة الأَرْض وكل وَاحِد من هَذِه الأقاليم عِنْدهم منقسم بِعشْرَة أَجزَاء من الْمغرب إِلَى الْمشرق على التوالي وَفِي كل جُزْء الْخَبَر عَن أَحْوَاله وأحوال عمرانه فالإقليم الأول مِنْهَا يمر وَسطه بالمواضع الَّتِي طول نَهَارهَا الأطول ثَلَاث عشرَة سَاعَة وَالسَّابِع مِنْهَا يمر وَسطه بالمواضع الَّتِي طول نَهَارهَا الأطول سِتّ عشرَة سَاعَة لِأَن مَا حَاذَى حد الإقليم الأول إِلَى نَحْو الْجنُوب يشْتَمل عَلَيْهِ الْبَحْر وَلَا عمَارَة فِيهِ وَمَا حَاذَى الإقليم السَّابِع إِلَى الشمَال لَا يعلم فِيهِ عمَارَة فَجعل طول الأقاليم السَّبْعَة من الشرق إِلَى الغرب مَسَافَة اثْنَتَيْ عشر سَاعَة من دور الْفلك وَصَارَت عروضها تتفاضل نصف سَاعَة من سَاعَات النَّهَار الأطول فأطولها وأعرضها
الإقليم الأول وَطوله من الْمشرق إِلَى الْمغرب نَحْو ثَلَاثَة آلَاف فَرسَخ وَعرضه من الشمَال إِلَى الْجنُوب مائَة وَخَمْسُونَ فرسخا وأقصرها طولا وعرضا

الصفحة 166