كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

الإقليم السَّابِع وَطوله من الشرق إِلَى الغرب ألف وَخَمْسمِائة فَرسَخ وَعرضه من الشمَال إِلَى الْجنُوب نَحْو من سبعين فرسخا وَبَقِيَّة الأقاليم الْخَمْسَة فِيمَا بَين ذَلِك
وَهَذِه الأقاليم خطوط متوهمة لَا وجود لَهَا فِي الْخَارِج وَضعهَا القدماء الَّذين جالوا فِي الأَرْض ليقفوا على حَقِيقَة حُدُودهَا ويتيقنوا مَوَاضِع الْبلدَانِ مِنْهَا ويعرفوا طرق مسالكها هَذَا حَال الرّبع المسكون
وَأما الثَّلَاثَة الأرباع فَإِنَّهَا خراب فجهة الشمَال وَاقعَة تَحت مدَار الجدي قد أفرط هُنَاكَ الْبرد وَصَارَت سِتَّة أشهر لَيْلًا مستمرا وَهِي مُدَّة الشتَاء عِنْدهم لَا يعرف فِيهَا نَهَار وَيظْلم الْهَوَاء ظلمَة شَدِيدَة وتجمد الْمِيَاه لقُوَّة الْبرد فَلَا يكون هُنَاكَ نَبَات وَلَا حَيَوَان
ويقابل هَذِه الْجِهَة الشمالية نَاحيَة الْجنُوب حَيْثُ مدَار سُهَيْل فَيكون النَّهَار سِتَّة أشهر بِغَيْر ليل وَهِي مُدَّة الصَّيف عِنْدهم فيحمى الْهَوَاء وَيصير سموما محرقة يهْلك بشد حره الْحَيَوَان والنبات فَلَا يُمكن سلوكه وَلَا السُّكْنَى فِيهِ
وَأما نَاحيَة الغرب فَيمْنَع الْبَحْر الْمُحِيط من السلوك فِيهِ لتلاطم أمواجه وَشدَّة ظلماته وناحية الشرق تمنع من سلوكه الْجبَال الشامخة وَصَارَ النَّاس أجمعهم قد انحصروا فِي الرّبع المسكون من الأَرْض وَلَا علم لأحد مِنْهُم بِالْأَرْضِ أَي بِالثَّلَاثَةِ الأرباع الْبَاقِيَة وَالْأَرْض كلهَا بِجَمِيعِ مَا عَلَيْهَا من الْجبَال والبحار نسبتها إِلَى الْفلك كنقطة فِي دَائِرَة وَقد اعْتبرت حُدُود الأقاليم السَّبْعَة بساعات النَّهَار وَذَلِكَ أَن الشَّمْس إِذا حلت بِرَأْس الْحمل تَسَاوِي طول النَّهَار وَاللَّيْل فِي سَائِر الأقاليم كلهَا فَإِذا انْتَقَلت فِي دَرَجَات برج الْحمل والثور والجوزاء اخْتلفت سَاعَات نَهَار كل إقليم فَإِذا بلغت آخر الجوزاء وَأول برج السرطان بلغ طول النَّهَار فِي وسط الأقليم الأول ثَلَاث عشرَة سَاعَة سَوَاء وَصَارَت فِي وسط الإقليم الثَّانِي ثَلَاث عشرَة سَاعَة وَنصف سَاعَة وَفِي وسط الأقليم الثَّالِث أَربع عشرَة سَاعَة وَفِي وسط الأقليم الرَّابِع أَربع عشرَة سَاعَة وَنصف سَاعَة وَفِي وسط الأقليم الْخَامِس خمس عشرَة سَاعَة وَفِي وسط الأقليم السَّادِس خمس عشرَة سَاعَة وَنصف سَاعَة وَفِي وسط الأقليم السَّابِع سِتّ عشرَة سَاعَة سَوَاء

الصفحة 167