كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

وَعَامة أهل هَذَا والإقليم سود الألوان وَلِهَذَا الإقليم من البروج الْحمل والقوس وَله من الْكَوَاكِب السيارة المُشْتَرِي وَهُوَ مَعَ فرط حرارته كثير الْمِيَاه كثير المروج وَزرع أَهله الذّرة والأرز إِلَّا أَن الِاعْتِدَال عِنْدهم مَعْدُوم فَلَا يُثمر عِنْدهم كرم وَلَا حِنْطَة وَالْبَقر عِنْدهم كثير لِكَثْرَة المروج وَفِي مشرقه الْبَحْر الْخَارِج وَرَاء خطّ الاسْتوَاء بِثَلَاث عشرَة دَرَجَة وَفِي مغربه النّيل وبحر الغرب وَمن هَذَا الإقليم يَأْتِي نيل مصر وشرقهم معمور بالبحر الشَّرْقِي الَّذِي هُوَ بَحر الْهِنْد واليمن وَهَذَا الإقليم مار من الْمغرب إِلَى الْمشرق مَعَ خطّ الاسْتوَاء بحده من جِهَة الْجنُوب وَلَيْسَ وَرَاء هُنَالك إِلَّا القفار والرمال وَبَعض عمَارَة إِن صحت فَهِيَ كل عمَارَة ويليه من جِهَة شِمَاله الإقليم الثَّانِي ثمَّ الثَّالِث كَذَلِك ثمَّ الرَّابِع وَالْخَامِس وَالسَّادِس وَالسَّابِع وَهُوَ آخر الْعمرَان من جِهَة الشمَال وَلَيْسَ وَرَاء السَّابِع إِلَّا الْخَلَاء والقفار إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى الْبَحْر الْمُحِيط كالحال فِي مَا وَرَاء الإقليم الأول فِي جِهَة الْجنُوب إِلَّا أَن الْخَلَاء فِي جِهَة الشمَال أقل بِكَثِير من الْخَلَاء الَّذِي فِي جِهَة الْجنُوب
ثمَّ إِن أزمنة اللَّيْل وَالنَّهَار تَتَفَاوَت فِي هَذِه الأقاليم بِسَبَب ميل الشَّمْس عَن دَائِرَة معدل النَّهَار وارتفاع القطب الشمالي عَن آفاقها فيتفاوت قَوس النَّهَار وَاللَّيْل لذَلِك كَمَا ذكرنَا وَفِيه من جِهَة غربه الجزائر الخالدات الَّتِي مِنْهَا بَدَأَ بطليموس بِأخذ أطوال الْبِلَاد وَلَيْسَت فِي بسيط الإقليم وَإِنَّمَا هِيَ فِي الْبَحْر الْمُحِيط جزر متكثرة أكبرها وأشهرها ثَلَاثَة وَيُقَال إِنَّهَا معمورة
الإقليم الثَّانِي حَيْثُ يكون طول النَّهَار الأطول ثَلَاث عشرَة سَاعَة وَنصف ويرتفع القطب الشمالي فِيهِ قدر أَرْبَعَة وَعشْرين جُزْءا وَعشر جُزْء وَعرضه من حد الإقليم الأول إِلَى حَيْثُ يكون النَّهَار الأطول ثَلَاث عشرَة سَاعَة وَنصف وَربع وارتفاع القطب الشمالي وَهُوَ الْعرض سَبْعَة وَعِشْرُونَ دَرَجَة وَنصف دَرَجَة ومساحة هَذَا الإقليم أَرْبَعمِائَة ميل ويبتدئ من بِلَاد الْمشرق مارا بِبِلَاد الصين إِلَى بِلَاد الْهِنْد والسند ثمَّ بملتقى الْبَحْر الْأَخْضَر وبحر الْبَصْرَة وَيقطع جَزِيرَة الْعَرَب قي أَرض نجد

الصفحة 170