كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

الْحرم وَأوجب على دَاخله أَن يتجرد وَمن الْمخيط إِلَّا إزارا يستره وَحمى العائذ بِهِ والراتع فِي مسارحه من مواقع الْآفَات فَلَا يرام فِيهِ خَائِف وَلَا يصاد لَهُ وَحش وَلَا يحتطب لَهُ شجر وحد الْحرم الَّذِي يخْتَص بِهَذِهِ الْحُرْمَة من طَرِيق الْمَدِينَة ثَلَاثَة أَمْيَال إِلَى التَّنْعِيم وَمن طَرِيق الْعرَاق سَبْعَة أَمْيَال إِلَى الثَّنية من جبل الْمُنْقَطع وَمن طَرِيق الطَّائِف سَبْعَة أَمْيَال إِلَى بطن نمرة وَمن طَرِيق جدة سَبْعَة أَمْيَال إِلَى مُنْقَطع العشائر هَذَا شَأْن مَكَّة وخبرها وَتسَمى أم الْقرى وَتسَمى الْكَعْبَة لعلوها من إسم الكعب وَيُقَال لَهَا بكة
قَالَ الْأَصْمَعِي لِأَن النَّاس يبك بَعضهم بَعْضًا إِلَيْهَا أَي يدْفع
وَقَالَ مُجَاهِد بَاء بكة أبدلوها ميما كَمَا قَالُوا لازب ولازم لقرب المخرجين
وَقَالَ النَّخعِيّ بِالْبَاء الْبَيْت وبالميم الْبَلَد
وَقَالَ الزُّهْرِيّ بِالْبَاء لِلْمَسْجِدِ كُله وبالميم للحرم وَقد كَانَت الْأُمَم مُنْذُ عهد الْجَاهِلِيَّة تعظمه والملوك تبْعَث إِلَيْهِ بالأموال والذخائر ككسرى وَغَيره وقصة الأسياف وغزالي الذَّهَب مَعْرُوفَة
وَقد وجد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين افْتتح مَكَّة فِي الْجب الَّذِي كَانَ فِيهِ سبعين ألف أُوقِيَّة من الذَّهَب مِمَّا كَانَ الْمُلُوك يهْدُونَ للبيت فِيهَا ألف ألف دِينَار مكرره مرَّتَيْنِ بِمِائَتي قِنْطَار وزنا
وَقَالَ لَهُ عَليّ بن أبي طَالب يَا رَسُول الله لَو استعنت بِهَذَا المَال على حربك فَلم يفعل ثمَّ ذكر لأبي بكر فَلم يحركه هَكَذَا قَالَ الْأَزْرَقِيّ وَفِي البُخَارِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى وَائِل قَالَ جَلَست إِلَى شيبَة بن عُثْمَان وَقَالَ جلس إِلَى عمر بن الْخطاب فَقَالَ هَمَمْت أَن لَا أدع فِيهَا صفراء وَلَا بَيْضَاء إِلَّا قسمتهَا بَين الْمُسلمين قلت مَا أَنْت بفاعل قَالَ وَلم قلت لم يَفْعَله صاحباك فَقَالَ هما اللَّذَان يَقْتَدِي بهما وخرجه أَبُو دَاوُد ابْن مَاجَه وَأقَام ذَلِك المَال إِلَى أَن كَانَت فتْنَة الْأَفْطَس وَهُوَ الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عَليّ العابدين سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة حِين غلب على مَكَّة عمد إِلَى الْكَعْبَة فَأخذ مَا فِي خزائنها

الصفحة 184