كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

على سكان هَذِه الأقطار لم بر فِيهِ كَلَام فِي كتب الْمُتَقَدِّمين وَلم يرد خبر عَنْهُم فِي تصانيف وَاحِد من الْكِبَار المتبحرين وَقد كَانَت الْمَسْأَلَة معركة فِيمَا بَين الْعلمَاء الْمُتَأَخِّرين من أهل الْقرن السَّادِس وَبعده فِي وجوب الْعشَاء وَالْوتر وَعَدَمه على من لَا يجد وقتهما بِأَن لَا تتَحَقَّق الْمدَّة الفاصلة الَّتِي هِيَ مُدَّة غرُوب الشَّفق فِي الْأَيَّام المعتدلة والأقطار المتوسطة فَفِي الْفَتَاوَى الظهيرة والمضمرات والتتارخانية وَغَيرهَا أفتى الْبُرْهَان الْكَبِير فِي أهل بلد كَمَا تغرب الشَّمْس يطلع الْفجْر أَن عَلَيْهِم صَلَاة الْعشَاء وَالصَّحِيح أَنه لَا يَنْوِي الْقَضَاء لفقد وَقت الْأَدَاء
وَقَالَ ابْن الْهمام فِي فتح الْقَدِير وافتى الْبُرْهَان الْكَبِير بوجوبهما وَفِي التيين شرح الْكَنْز للزيلعي عَن المرغيناني عَن الْبُرْهَان الْكَبِير نَحوه وَقَالَ التمرشاني الْغَزِّي فِي تنوير الإبصار وفاقد وقتهما مُكَلّف بهما وَقَالَ سري الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الشّحْنَة فِي الذَّخَائِر الأشرفية أَن الصَّحِيح خلاف مَا اخْتَارَهُ صَاحب الْكَنْز فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَقَالَ فِي تَرْجَمَة الْكَنْز أَن الْفَتْوَى على الْوُجُوب وَفِي الْمُحِيط البرهاني عَن الصَّدْر الْكَبِير أَنه لَيْسَ عَلَيْهِم صَلَاة الْعشَاء هَكَذَا كَانَ يُفْتِي ظهير الدّين المرغيناني وَنَحْوه فِي الْمُضْمرَات وخلاصة الْفَتَاوَى وَلَو كَانُوا فِي بَلْدَة إِذا غربت الشَّمْس طلع الْفجْر لَا يجب عَلَيْهِم صَلَاة الْعشَاء وَفِي الْكَافِي للنسفي وَلَا يجب الْعشَاء على قوم لم يَجدوا وقته بِأَن يطلع فجر كَمَا غربت الشَّمْس لعدم سَبَب الْوُجُوب وَهُوَ وقته وَفِي الْكَنْز وَمن لم يجد وقتهما لم يجبا وَذكر الزَّاهدِيّ فِي الْمُجْتَبى شرح الْمُخْتَصر عَن الْبَدْر الطَّاهِر نَحْو مَا فِي الْمُحِيط وَنَحْوه فِي جَوَاهِر الْفِقْه لطاهر بن سَلام الْخَوَارِزْمِيّ وَقد نسب الْفَتْوَى بِالْوُجُوب إِلَى ظهير الدّين المرغيناني فِي غير وَاحِد من الشُّرُوح وَغَيرهَا
وَبِالْجُمْلَةِ فمأخذ القَوْل بِالْوُجُوب هُوَ برهَان الدّين الْكَبِير ومأخذ القَوْل بِعَدَمِهِ هُوَ الصَّدْر الْكَبِير برهَان الْأَئِمَّة وَاخْتلف عَن المرغيناني وَقد شَارك فِي هَذَا اللقب وَالنِّسْبَة رجلَانِ من بَيت وَاحِد وَلم يبين أحد أَن الْمُفْتِي فِي هَذِه الْحَادِثَة أَيهمَا أَحدهمَا ظهير الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّزَّاق المرغيناني مَاتَ سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وَهُوَ

الصفحة 205