كتاب لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

وَكَانَ بَين أَن أرسل الله المَاء وَبَين أَن غاض سِتَّة أشهر وَعشر لَيَال وَقيل أَن ركُوب نوح فِي الْفلك كَانَ لعشر لَيَال مَضَت من رَجَب وَكَانَ ذَلِك أَيْضا لعشر لَيَال خلت من آب وَخرج من السَّفِينَة يَوْم عَاشُورَاء من الْمحرم وَكَانَ اسْتِقْرَار السَّفِينَة على الجودى من أَرض الْموصل
قَالَ ابْن الْأَثِير وَأما الْمَجُوس فَلَا يعْرفُونَ الطوفان وَكَانَ بَعضهم يقر بِهِ وَيَزْعُم أَنه كَانَ فِي إقليم بابل وَمَا قرب مِنْهُ وَأَن مسَاكِن ولد خيرموت كَانَت بالمشرق فَلم يصل ذَلِك إِلَيْهِم وَكَذَلِكَ جَمِيع الْأُمَم المشرقية من الْهِنْد وَالْفرس والصين لَا يعترفون بِهِ وَبَعض الْفرس يعْتَرف بِهِ وَيَقُول لم يكن عَاما وَلم يَتَعَدَّ عقبه حلوان وَالصَّحِيح أَن جَمِيع أهل الأَرْض من ولد نوح لقَوْله تَعَالَى (وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ) فَجَمِيع النَّاس من ولد سَام وَحَام وَيَافث أَوْلَاد نوح فسام أَبُو الْعَرَب وَفَارِس وَالروم وَحَام أَو السودَان وَيَافث أَبُو التّرْك ويأجوج وَمَأْجُوج والفرنج والقبط من ولد حام بن نوح وَلما مَضَت سنة ثَلَاثمِائَة وَخمسين للطوفان توفّي نوح سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وألفين لهبوط آدم وعمره تِسْعمائَة وَخَمْسُونَ سنة وَهَذَا على أَن المُرَاد بقوله تَعَالَى {فَلبث فيهم ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما} جَمِيع عمره عَلَيْهِ السَّلَام والمتبادر من السباق والسياق أَنه مَا بَين الْبعْثَة والطوفان وَالله أعلم
وَولد لسام ارفخشد بعد الطوفان بِسنتَيْنِ وَولد لَهُ قنين لمضي سنة 137 للطوفان وَولد لَهُ شالخ لمضي سنة 276 من الطوفان وَولد لَهُ عَابِر لمضي سنة 466 للطوفان وَولد لَهُ فانع لمضي 540 للطوفان ثمَّ ولد لفنع رعو وَعند مولده تبلبلت الألسن وَقسمت الأَرْض وَتَفَرَّقَتْ بَنو نوح وَذَلِكَ لمضي 670 للطوفان وَولد لرعو ساروع بعد مُضِيّ سنة 802 وَولد لَهُ ناحور لمضي سنة 932 للطوفان وَولد لَهُ تارخ لمضي إِحْدَى عشرَة وَألف سنة للطوفان وَولد لَهُ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل

الصفحة 83