كتاب الشمائل الشريفة

تَامّ فصاروا كمن يسمع دوِي صَوت وَلَا يفهمهُ أَو سَمِعُوهُ من الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله وَسلم من غَطِيطه وَشدَّة تنفسه عِنْد نُزُوله ذكره القَاضِي وَكَانَ يَأْتِيهِ أَيْضا كصلصلة الجرس فِي شدَّة الصَّوْت وَهُوَ أشده وَكَانَ يَأْتِيهِ فِي صُورَة رجل فيكلمه وَهُوَ أخفه قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ وَإِنَّمَا كَانَ الله يقلب عَلَيْهِ الْأَحْوَال زِيَادَة فِي الأعتبار وَقُوَّة فِي الأستبصار حم ت ك عَن عمر ابْن الْخطاب قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ بِأَن فِيهِ يُونُس بن سلم قَالَ فِيهِ تِلْمِيذه عبد الرَّزَّاق أَظُنهُ لَا شَيْء انْتهى وَقَالَ النَّسَائِيّ حَدِيث مُنكر وَأعله أَبُو حَاتِم وَابْن عدي والعقيلي بِيُونُس الْمَذْكُور وَقَالَ لم يروه غَيره وَلَا يُتَابع عَلَيْهِ
134 - كَانَ إِذا انْصَرف من صلَاته اسْتغْفر ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام حم م 4 عَن ثَوْبَان صَحَّ
(كَانَ إِذا انْصَرف من صلَاته) أَي سلم اسْتغْفر أَي طلب الْمَغْفِرَة من ربه تَعَالَى ثَلَاثًا من المرات زَاد الْبَزَّار فِي رِوَايَته وَمسح جَبهته بِيَدِهِ الْيُمْنَى قيل للأوزاعي وَهُوَ أحد رُوَاة الحَدِيث كَيفَ الاسْتِغْفَار قَالَ يَقُول أسْتَغْفر الله قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الشاذلي استغفاره عقب الْفَرَاغ من الصَّلَاة اسْتِغْفَار من رُؤْيَة الصَّلَاة ثمَّ قَالَ بعد الاسْتِغْفَار وَالظَّاهِر أَن التَّرَاخِي الْمُسْتَفَاد من ثمَّ غير مُرَاد هُنَا اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام أَي الْمُخْتَص بالتنزه عَن النقائص والعيوب لَا غَيْرك ومنك السَّلَام أَي أَن غَيْرك فِي معرض النُّقْصَان وَالْخَوْف مفتقر إِلَى جنابك بِأَن تؤمنه وَلَا ملاذ لَهُ غَيْرك فَدلَّ على التَّخْصِيص بتقدم الْخَبَر على الْمُبْتَدَأ أَي وَإِلَيْك يعود السَّلَام يَعْنِي إِذا شوهد ظَاهرا أَن أحدا من غَيره فَهُوَ بِالْحَقِيقَةِ رَاجع إِلَيْك وَإِلَى توفيقك إِيَّاه ذكره بَعضهم وَقَالَ التوربشتي أرى قَوْله ومنك السَّلَام واردا مورد الْبَيَان لقَوْله أَنْت السَّلَام وَذَلِكَ أَن الْمَوْصُوف بالسلامة فِيمَا يتعارفه النَّاس لما كَانَ قد وجد بعرضه أَنه مِمَّن يُصِيبهُ تضرر وَهَذَا لَا يتَصَوَّر فِي صِفَاته تَعَالَى بَين أَن وَصفه سُبْحَانَهُ بِالسَّلَامِ لَا يشبه أَوْصَاف الْخلق فَإِنَّهُم بصدد الافتقار فَهُوَ المتعالي عَن ذَلِك فَهُوَ السَّلَام الَّذِي يُعْطي السَّلامَة ويمنعها ويبسطها ويقبضها تَبَارَكت

الصفحة 102