كتاب الشمائل الشريفة

جَاءَهُ آخر النَّهَار لم يمسِكهُ إِلَى اللَّيْل أَو أَوله لم يمسِكهُ إِلَى القائلة بل يعجل قسمته وَكَانَ هَدْيه يَدْعُو إِلَى تَعْجِيل الْإِحْسَان وَالصَّدَََقَة وَالْمَعْرُوف وَلذَلِك: كَانَ أشرح الْخلق صَدرا وأطيبهم نفسا وأنعمهم قلبا فَإِن للصدقة والبذل تَأْثِيرا عجيبا فِي شرح الصَّدْر هق خطّ عَن أبي مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا
165 - (كَانَ إِذا جَاءَهُ أَمر يسر بِهِ خر سَاجِدا شكرا لله) د هـ عَن أبي بكرَة // صَحَّ //
كَانَ إِذا جَاءَهُ لفظ رِوَايَة الْحَاكِم أَتَاهُ أَمر أَي عَظِيم كَمَا يفِيدهُ التنكير يسر بِهِ خر سَاجِدا شكرا لله أَي سقط على الْفَوْر هاويا إِلَى القاع سَجْدَة لشكر الله تَعَالَى على مَا أحدث لَهُ من السرُور وَمن ثمَّ ندب سُجُود الشُّكْر عِنْد حُصُول نعْمَة واندفاع نقمة وَالسُّجُود أقْصَى حَالَة العَبْد فِي التَّوَاضُع لرَبه وَهُوَ أَن يضع مَكَارِم وَجهه بِالْأَرْضِ وينكس جوارحه وَهَكَذَا يَلِيق بِالْمُؤمنِ كلما زَاده ربه محبوبا ازْدَادَ لَهُ تذللا وافتقارا فبه ترتبط النِّعْمَة ويجتلب الْمَزِيد {لَئِن شكرتم لأزيدنكم} والمصطفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أشكر الْخلق للحق لعظم يقينه فَكَانَ يفزع إِلَى السُّجُود وَفِيه حجَّة للشَّافِعِيّ فِي ندب سُجُود الشُّكْر عِنْد حُدُوث سرُور أَو دفع بلية ورد على أبي حنيفَة فِي عدم نَدبه وَقَوله لَو ألزم العَبْد بِالسُّجُود لكل نعْمَة متجددة كَانَ عَلَيْهِ أَن لَا يغْفل عَن السُّجُود طرفَة عين فَإِن أعظم النعم نعْمَة الْحَيَاة وَهِي متجددة بتجديد الأنفاس رد بِأَن المُرَاد سرُور يحصل عِنْد هجوم نعْمَة ينْتَظر أَن يفجأ بهَا مِمَّا ينْدر وُقُوعه وَمن ثمَّ قيدها فِي الحَدِيث بالمجيء على الِاسْتِعَارَة وَمن ثمَّ نكر أَمر للتفخيم والتعظيم كَمَا مر د هـ ك فِي الصَّلَاة من حَدِيث بكار ابْن عبد الْعَزِيز بن أبي بكرَة عَن أَبِيه عَن جده أبي بكرَة قَالَ الْحَاكِم وبكار صَدُوق وللخبر شَوَاهِد وَقَالَ عبد الْحق فِيهِ بكار وَلَيْسَ بِقَوي قَالَ ابْن الْقطَّان لكنه مَشْهُور مَسْتُور وَقد عهد قبُول المستورين وَقَول ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء أَرَادَ بِهِ قلَّة حَدِيثه قَالَ نعم الْخَبَر مَعْلُول بِأَبِيهِ عبد الْعَزِيز فَإِنَّهُ لَا يعرف حَاله اه وَظَاهر صَنِيع المُصَنّف أَنه لم يُخرجهُ من السِّتَّة إِلَّا هذَيْن وَالْأَمر بخلافة فقد أخرجه التِّرْمِذِيّ آخر الْجِهَاد وَقَالَ حسن غَرِيب لَا يعرف إِلَّا من هَذَا الْوَجْه

الصفحة 117