كتاب الشمائل الشريفة

حيطان فَإِذا أَرَادوا الِاسْتِنَاد احتبوا لِأَن الاحتباء يمنعهُم من السُّقُوط وَيصير لَهُم كالجدار وَفِيه أَن الاحتباء غير مَنْهِيّ عَنهُ وَهَذَا مُخَصص بِمَا عدا الصُّبْح وَبِمَا عدا يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يخْطب للنَّهْي عَنهُ أَيْضا فِي حَدِيث جَابر بن سَمُرَة الاحتباء مجلبة للنوم فيفوته سَماع الْخَطِيب وَرُبمَا ينْتَقض وضوؤه لما فِي أبي دَاوُد // بِسَنَدِهِ صَحِيح // أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا صلى الْفجْر تربع فِي مَجْلِسه حَتَّى تطلع الشَّمْس حسناء أَي بَيْضَاء نقية قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر ويستثني أَيْضا من الاحتباء باليدين مَا لَو كَانَ بِالْمَسْجِدِ ينْتَظر الصَّلَاة فاحتبى بِيَدِهِ فَيَنْبَغِي أَن يمسك إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى كَمَا وَقعت الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي هَذَا الحَدِيث من وضع إِحْدَاهمَا على رسغ الْأُخْرَى وَلَا يشبك بَين أَصَابِعه فِي هَذِه الْحَالة لوُرُود النَّهْي عَنهُ عِنْد أَحْمد بِسَنَد لَا بَأْس بِهِ ذكره ابْن حجر د وَكَذَا التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل هق كِلَاهُمَا من حَدِيث عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ عَن إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ عَن ربيح بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن جده عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رمز المُصَنّف لحسنه ثمَّ تعقبه أَبُو دَاوُد بِأَن الْغِفَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَتعقبه أَيْضا الذَّهَبِيّ فِي الْمُهَذّب بِأَنَّهُ لَيْسَ بِثِقَة والصدر الْمَنَاوِيّ بِأَن ربيح قَالَ أَحْمد غير مَعْرُوف وَمن ثمَّ جزم الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ بِضعْف إِسْنَاده وَبِه تبين أَن رمز المُصَنّف لحسنه غير حسن بل وَإِن لم يُحسنهُ فاقتصاره على عزوة لمخرجه مَعَ سُكُوته عَمَّا عقبه بِهِ من بَيَان القادح من سوء التَّصَرُّف
169 - (كَانَ إِذا جلس يتحدث يكثر أَن يرفع طرفه إِلَى السَّمَاء) د عَن عبد الله بن سَلام ح
كَانَ إِذا جلس يتحدث يكثر أَن يرفع طرفه إِلَى السَّمَاء انتظارا لما يوحي إِلَيْهِ وشوقا إِلَى الرفيق الْأَعْلَى ذكره الطَّيِّبِيّ وَقَوله جلس يتحدث خرج بِهِ حَالَة الصَّلَاة فَإِنَّهُ كَانَ يرفع بَصَره فِيهَا إِلَى السَّمَاء أَولا حَتَّى نزلت آيَة الْخُشُوع فِي الصَّلَاة فَتَركه فَإِن قلت يُنَافِيهِ أَيْضا مَا ورد فِي عدَّة أَخْبَار أَن نظره إِلَى الأَرْض كَانَ أَكثر من نظره إِلَى السَّمَاء قلت يُمكن الْجَواب بِأَن ذَلِك مُخْتَلف باخْتلَاف الْأَحْوَال والأوقات فَإِذا كَانَ مترقبا لنزول الْوَحْي عَلَيْهِ متوقعا هبوط الْملك إِلَيْهِ نظر إِلَى جِهَته شوقا إِلَى وُصُول كَلَام ربه إِلَيْهِ واستعجالا ومبادرة لتنفيذ أوامره وَكَانَ فِي غير هَذِه

الصفحة 119