كتاب الشمائل الشريفة

قبله فَالْأَمْر بالاستغفار مِمَّا تسبب فِيهِ أَو أَنه سَأَلَ الْمَغْفِرَة لعَجزه عَن شكر النِّعْمَة حَيْثُ أطْعمهُ ثمَّ هضمه ثمَّ جلب منفعَته وَدفع مضرته وَسَهل خُرُوجه فَرَأى شكره قاصرا عَن بُلُوغ هَذِه النعم فَفَزعَ إِلَى الاسْتِغْفَار وَقَالَ الحرالي والغفران فعلان صِيغَة مُبَالغَة تُعْطى الملاءة ليَكُون غفرا للظَّاهِر وَالْبَاطِن لما أودعته الْأَنْفس الَّتِي هِيَ مظهر حِكْمَة الله الَّتِي هِيَ موقع مَجْمُوع الغفران وَالْعَذَاب وَقَالَ القَاضِي غفرانك بِمَعْنى الْمَغْفِرَة ونصبه بِأَنَّهُ مفعول بِهِ وَالتَّقْدِير أَسأَلك غفرانك وَوجه تعقيب الْخُرُوج أَنه كَانَ مَشْغُولًا بِمَا يمنعهُ من الذّكر وَمَا هُوَ نتيجة إسراعه إِلَى الطَّعَام واشتغاله بِقَضَاء الشَّهَوَات هَذَا قصارى مَا وجهوا بِهِ هَذَا الحَدِيث وَشبهه وَهُوَ من التوجيهات الإقناعية والرأي الْفَصْل مَا أَشَارَ إِلَيْهِ بعض العارفين أَن سر ذَلِك أَن النجو يثقل الْبدن ويؤذيه باحتباسه والذنُوب تثقل الْقلب وتؤذيه باحتباسها فِيهِ فهما مؤذيان مضران بِالْبدنِ وَالْقلب فَحَمدَ الله عِنْد خُرُوجه لخلاصه من هَذَا المؤذي لبدنه وخفة الْبدن وراحته وَسَأَلَهُ أَن يخلصه من المؤذي الآخر فيريح قلبه مِنْهُ ويخففه وأسرار كَلِمَاته وأدعيته فَوق مَا يخْطر بالبال حم 4 حب ك وَكَذَا البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَعنهُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَوهم ابْن سيد النَّاس حَيْثُ قَالَ هُوَ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ عَن عَائِشَة وَصَححهُ ابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَابْن الْجَارُود وَالنَّوَوِيّ فِي مَجْمُوعه وَأما قَول التِّرْمِذِيّ غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث عَائِشَة هَذَا أَي لَا يعرف من وَجه صَحِيح إِلَّا من حَدِيثهَا وَغَيره من أذكار الْخُرُوج ضَعِيف كَمَا يَجِيء فاعتراض مغلطاي عَلَيْهِ لَيْسَ فِي مَحَله وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِزِيَادَة رَبنَا وَإِلَيْك الْمصير وَقَالَ الْأَشْبَه إِنَّه لَا أصل لهَذِهِ الزِّيَادَة
180 - كَانَ إِذا خرج من الْخَلَاء قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أذهب عني الْأَذَى وعافاني هـ عَن أنس ن عَن أبي ذَر // صَحَّ //
كَانَ إِذا خرج من الْخَلَاء قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أذهب عني الْأَذَى بهضمه وتسهيل خُرُوجه وعافاني مِنْهُ وَفِي رِوَايَة الْحَمد لله الَّذِي أخرج عني مَا يُؤْذِينِي وَأمْسك عَليّ مَا يَنْفَعنِي وَفِي أُخْرَى الْحَمد لله الَّذِي أذاقني لذته وَأبقى عَليّ قوته وأذهب عني أَذَاهُ أَي من احتباس مَا يُؤْذِي بدني ويضعف قواي على مَا تقرر فِيمَا قبله هـ عَن أنس ابْن مَالك ن عَن أبي ذَر قَالَ ابْن مَحْمُود شَارِح أبي دَاوُد

الصفحة 124