كتاب الشمائل الشريفة

إِلَّا أَن يُقَال إِن ترك التَّخْفِيف أولى لِئَلَّا يشْتَبه بِالْمَصْدَرِ والخبائث بياء غير صَرِيحَة وَلَا يسوغ التَّصْرِيح بهَا كَمَا بَينه فِي الْكَشَّاف حَيْثُ قَالَ فِي معايش هُوَ بياء صَرِيحَة بِخِلَاف الشَّمَائِل والخبائث وَنَحْوهمَا فَإِن تَصْرِيح الْيَاء فِيهَا خطأ وَالصَّوَاب الْهمزَة أَو إِخْرَاج الْيَاء بَين بَين إِلَى هُنَا كَلَامه وَخص الْخَلَاء بِهَذَا لِأَن الشَّيَاطِين يحضرونه لكَونه ينحي فِيهِ ذكر الله وَلَا فرق فِي ندب هَذَا الذّكر بَين الْبُنيان والصحراء وَالتَّعْبِير بِالدُّخُولِ غالبي فَلَا مَفْهُوم لَهُ ش عَن أنس ابْن مَالك قَالَ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي انْقِطَاع
196 - (كَانَ إِذا دخل الْخَلَاء قَالَ يَا ذَا الْجلَال) ابْن السّني عَن عَائِشَة
(كَانَ إِذا دخل الْخَلَاء) بِالْمدِّ (قَالَ يَا ذَا الْجلَال) أَي صَاحب العظمة الَّتِي لَا تضاهى والعز الَّذِي لَا يتناهى ابْن السّني عَن عَائِشَة
197 - (كَانَ إِذا دخل الْغَائِط قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الرجس النَّجس الْخَبيث المخبث الشَّيْطَان الرَّجِيم) د فِي مراسيله عَن الْحسن مُرْسلا ابْن السّني عَنهُ عَن أنس عد عَن بُرَيْدَة ض
(كَانَ إِذا دخل الْغَائِط) أَي أَتَى أَرضًا مطمئنة ليقضي فِيهَا حَاجته قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الرجس النَّجس بِكَسْر الرَّاء وَالنُّون وَسُكُون الْجِيم فيهمَا لِأَنَّهُ من بَاب الِاتِّبَاع الْخَبيث المخبث بِضَم فَسُكُون فَكسر قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ هُوَ الَّذِي أَصْحَابه وأعوانه خبثا كَقَوْلِهِم للَّذي فرسه قوي مقو وَالَّذِي ينْسب النَّاس إِلَى الْخبث ويوقعهم فِيهِ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَي المرجوم قَالَ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ يَنْبَغِي الْأَخْذ بِهَذِهِ الزِّيَادَة وَإِن كَانَت رِوَايَتهَا غير قَوِيَّة للتساهل فِي حَدِيث الْفَضَائِل قَالَ ابْن حجر وَكَانَ الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستعيذ إِظْهَارًا للعبودية ويجهر بهَا للتعليم قَالَ وَقد رُوِيَ المعمري هَذَا الحَدِيث من طَرِيق عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس بِلَفْظ الْأَمر قَالَ إِذا دَخَلْتُم الْخَلَاء فَقولُوا بِسم الله أعوذ بِاللَّه من الْخبث والخبائث وَإِسْنَاده على شَرط مُسلم وَفِيه زِيَادَة التَّسْمِيَة

الصفحة 134