كتاب الشمائل الشريفة

أَخ يُقَال لَهُ أَبُو عُمَيْر قَالَ أَحْسبهُ كَانَ فطيما فَكَانَ إِذا جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَآهُ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْر مَا فعل النغير قَالَ فَكَانَ يلْعَب بِهِ هَكَذَا هُوَ عِنْد مُسلم وَفِيه أَيْضا عَنهُ كَانَ من أحسن النَّاس خلقا فأرسلني يَوْمًا لحَاجَة فَقلت وَالله لَا أذهب فَخرجت حَتَّى أَمر على صبيان يَلْعَبُونَ فِي السُّوق فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبض بقفاي من ورائي فَنَظَرت إِلَيْهِ وَهُوَ يضْحك فَقَالَ أنيس ذهبت حَيْثُ أَمرتك قلت نعم أَنا ذَاهِب
8 - (كَانَ أحسن النَّاس وأجود النَّاس وَأَشْجَع النَّاس) ق ت هـ عَن أنس // صَحَّ //
كَانَ أحسن النَّاس صُورَة وسيرة وأجود النَّاس بِكُل مَا ينفع حذف للتعميم أَو لفوت إحصائه كَثْرَة لِأَن من كَانَ أكملهم شرفا وأيقظهم قلبا وألطفهم طبعا وأعدلهم مزاجا جدير بِأَن يكون أسمحهم صلَة وأنداهم يدا وَلِأَنَّهُ مستغن عَن الفانيات بالباقيات الصَّالِحَات وَلِأَنَّهُ تخلق بِصِفَات الله تَعَالَى الَّتِي مِنْهَا الْجُود وَأَشْجَع النَّاس أَي أقواهم قلبا وأجودهم فِي حَال الْبَأْس فَكَانَ الشجاع مِنْهُم الَّذِي يلوذ بجانبه عِنْد التحام الْحَرْب وَمَا ولى قطّ مُنْهَزِمًا وَلَا تحدث أحد عَنهُ بفرار وَقد ثبتَتْ أشجعيته بالتواتر النقلي قَالَ المُصَنّف بل يُؤْخَذ ذَلِك من النَّص القرآني لقَوْله يأيها النَّبِي جهد الْكفَّار
فكلفه وَهُوَ فَرد جِهَاد الْكل و {لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا}
وَلَا ضير فِي كَون المُرَاد هُوَ وَمن مَعَه إِذْ غَايَته أَنه قوبل بِالْجمعِ وَذَلِكَ مُفِيد للمقصود وَقد جمع صِفَات القوى الثَّلَاث الْعَقْلِيَّة والغضبية والشهوية وَالْحسن تَابع لاعتدال المزاج المستتبع لصفات النَّفس الَّذِي بِهِ جودة القريحة الدَّالَّة على الْعقل واكتساب الْفَضَائِل وتجنب الرذائل والجود كَمَال الْقُوَّة الشهوية والغضبية كمالها الشجَاعَة وَهَذِه أُمَّهَات الْأَخْلَاق الفاضلة فَلذَلِك اقْتصر عَلَيْهَا قَالَه الطَّيِّبِيّ ق ت عَن أنس ابْن مَالك وَقَضِيَّة صَنِيع الْمُؤلف أَن هَذَا هُوَ الحَدِيث بِكَمَالِهِ وَالْأَمر بِخِلَافِهِ بل بَقِيَّته فِي البُخَارِيّ وَلَقَد فزع أهل الْمَدِينَة أَي لَيْلًا فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبقهمْ على فرس أَي استعاره من أبي طَلْحَة وَقَالَ وَجَدْنَاهُ بحرا

الصفحة 26