كتاب الشمائل الشريفة

فعلهم وسيء قَوْلهم لِأَنَّهُ لانشراح صَدره يَتَّسِع لما تضيق عَنهُ صُدُور الْعَامَّة فَكَانَت مساوئ أَخْلَاقهم ومدانئ أفعالهم وَسُوء مَسِيرهمْ وقبح سيرتهم فِي جنب صَدره كقطرة دم فِي قَامُوس اليم وَفِيه شرف الصَّبْر ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عَن إِسْمَاعِيل ابْن عَيَّاش بِفَتْح الْمُهْملَة وَشد الْمُثَنَّاة وشين مُعْجمَة وَهُوَ ابْن سليم مُرْسلا هُوَ العنسى بالنُّون عَالم الشَّام فِي عصره صَدُوق فِي رِوَايَته عَن أهل بَلَده يخلط فِي غَيرهم
13 - (كَانَ أفلج الثنيتين إِذا تكلم ريء كالنور يخرج من بَين ثناياه) ت فِي الشَّمَائِل طب وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس // صَحَّ //
كَانَ أفلج الثنيتين أَي بعيد مَا بَين الثنايا والرباعيات والفلج وَالْفرق فُرْجَة بَين الثنيتين كَذَا فِي النِّهَايَة وَزَاد الْجَوْهَرِي رجل مفلج الثنايا أَي منفرجها قَالَ مُحَقّق فَلهُ مَعْنيانِ قيل أَكثر الفلج فِي الْعليا وَهِي صفة جميلَة لَكِن مَعَ الْقلَّة لِأَنَّهُ أتم فِي الفصاحة لاتساع الْأَسْنَان فِيهِ إِذا تكلم رئ كقيل على الْأَفْصَح وروى كضرب كالنور يخرج من بَين ثناياه جمع ثنية بِالتَّشْدِيدِ وَهِي الْأَسْنَان الْأَرْبَع الَّتِي فِي مقدم الْفَم ثِنْتَانِ فَوق وثنتان من تَحت قَالَ الطَّيِّبِيّ ضمير يخرج إِلَى الْكَلَام فَهُوَ تَشْبِيه فِي الظُّهُور إِلَى النُّور فالكاف زَائِدَة وحاصلة أَنه يخرج كَلَامه من بَين الثنايا الْأَرْبَع شَبِيها بِالنورِ فِي الظُّهُور قَالَ مُحَقّق والأنسب بِأول الحَدِيث أَن الْمَعْنى يخرج من الفلج مَا يشبه نور النَّجْم أَو نَحوه فَالضَّمِير إِلَى الْمُشبه الْمُقدر وَقيل يخرج من صفاء الثنايا تلألؤ
تَنْبِيه كَانَت ذَاته الشريفه كلهَا نورا ظَاهرا وَبَاطنا حَتَّى أَنه كَانَ يمنح لمن اسْتَحَقَّه من أَصْحَابه سَأَلَهُ الطُّفَيْل بن عَمْرو آيَة لِقَوْمِهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ نور لَهُ فسطع لَهُ نور بَين عَيْنَيْهِ فَقَالَ أَخَاف أَن يكون مثلَة فتحول إِلَى طرف سَوْطه وَكَانَ يضيء فِي اللَّيْل المظلم فَسمى ذَا النُّور وَأعْطى قَتَادَة بن النُّعْمَان لما صلى مَعَه الْعشَاء فِي لَيْلَة مظْلمَة ممطرة عرجونا وَقَالَ انْطلق بِهِ فَإِنَّهُ سيضيء لَك من بَين يَديك عشرا وَمن خَلفك عشرا فَإِذا دخلت بَيْتك فسترى سوادا فَاضْرِبْهُ ليخرج فَإِنَّهُ الشَّيْطَان فَكَانَ كَذَلِك وَمسح وَجه رجل فَمَا زَالَ على وَجهه نورا وَمسح وَجه قَتَادَة بن

الصفحة 29