كتاب الشمائل الشريفة

رَأس الْعَضُد والكتف وَبعد مَا بَينهمَا يدل على سَعَة الصَّدْر وَذَلِكَ آيَة النجابة وَجَاء فِي رِوَايَة بعيد مُصَغرًا تقليلا للبعد الْمَذْكُور إِيمَاء إِلَى أَن بعد مَا بَين مَنْكِبَيْه لم يكن وافيا منافيا للاعتدال أهدب أشفار الْعَينَيْنِ أَي طويلهما غزيرهما على مَا مر الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن أبي هُرَيْرَة
19 - (كَانَ شعره دون الجمة وَفَوق الوفرة) ت فِي الشَّمَائِل هـ عَن عَائِشَة // صَحَّ //
كَانَ شعره دون الجمة وَفَوق الوفرة وَفِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ وَغَيره فَلَا يُجَاوز شعره شحمة أُذُنَيْهِ إِذا هُوَ وفره أَي جعله وفرة فَالْمُرَاد أَن مُعظم شعره كَانَ عِنْد شحمة أُذُنه وَمَا اتَّصل بِهِ مسترسل إِلَى الْمنْكب والجمة شعر الرَّأْس المتجاوز شحمة الْأذن إِذا وصل الْمنْكب كَذَا فِي الصِّحَاح فِي حرف الْمِيم وَفِيه فِي بَاب الرَّاء المتجاوز من غير وُصُول وَفِي النِّهَايَة مَا سقط على الْمَنْكِبَيْنِ وَلَعَلَّ مُرَاده بالسقوط التجاوز وَفِي الْقَامُوس الوفرة مَا سَالَ على الْأذن أَو جَاوز الشحمة قَالَ أَبُو شامة وَقد دلّت صِحَاح الْأَخْبَار على أَن شعره إِلَى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ وَفِي رِوَايَة يبلغ شحمة أُذُنَيْهِ وَفِي أُخْرَى بَين أُذُنَيْهِ وعاتقه وَفِي أُخْرَى يضْرب مَنْكِبَيْه وَلم يبلغنَا فِي طوله أَكثر من ذَلِك وَهَذَا الِاخْتِلَاف بِاعْتِبَار اخْتِلَاف أَحْوَاله فروى فِي هَذِه الْأَحْوَال المتعددة بعد مَا كَانَ حلقه فِي حج أَو عمْرَة وَأما كَونه لم ينْقل أَنه زَاد على كَونه يضْرب مَنْكِبَيْه فَيجوز كَون شعره وقف على ذَلِك الْحَد كَمَا يقف الشّعْر فِي حق كل إِنْسَان على حد مَا وَيجوز أَن يكون كَانَت عَادَته أَنه كلما بلغ هَذَا الْحَد قصره حَتَّى يكون إِلَى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ أَو إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ لَكِن لم ينْقل أَنه قصر شعره فِي غير نسك وَلَا حلقه وَلَعَلَّ مَا وصف بِهِ شعره من الْأَوْصَاف الْمَذْكُورَة كَانَ بعد حلقه لَهُ عمْرَة الْحُدَيْبِيَة سنة سِتّ فَإِنَّهُ بعد ذَلِك لم يتْرك حلقه مُدَّة يطول فِيهَا أَكثر من كَونه يضْرب مَنْكِبَيْه فَإِنَّهُ فِي سنة سبع اعْتَمر عمْرَة الْقَضَاء وَفِي ثَمَان اعْتَمر من الْجِعِرَّانَة وَفِي عشر حج اه ت فِي الشَّمَائِل هـ عَن عائشه

الصفحة 33