كتاب الشمائل الشريفة

المَاء إِذا زَالَ زَالَ تقلعا ويخطو تكفؤا وَيَمْشي هونا ذريع المشية إِذا مَشى كَأَنَّمَا ينحط من صبب وَإِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا خافض الطّرف نظره إِلَى الأَرْض أطول من نظره إِلَى السَّمَاء جلّ نظره الملاحظة يَسُوق أَصْحَابه وَيبدأ من لقِيه بِالسَّلَامِ ت فِي الشَّمَائِل طب هَب عَن هِنْد ابْن أبي هَالة // صَحَّ //
كَانَ فخما بِفَتْح الْفَاء فمعجمة سَاكِنة أفْصح من كسرهَا أَي عَظِيما فِي نَفسه مفخما اسْم مفعول أَي مُعظما فِي صُدُور الصُّدُور وعيون الْعُيُون لَا يَسْتَطِيع مكابر أَن لَا يعظمه وَإِن حرص على ترك تَعْظِيمه كَانَ مُخَالفا لما فِي بَاطِنه فَلَيْسَتْ الفخامة جسمية وَقيل فخما عَظِيم الْقدر عِنْد صَحبه مفخما مُعظما عِنْد من لم يره قطّ وَهُوَ عَظِيم أبدا وَمن ثمَّ كَانَ أَصْحَابه لَا يَجْلِسُونَ عِنْده إِلَّا وهم مطرقون لَا يَتَحَرَّك من أحدهم شَعْرَة وَلَا يضطرب فِيهِ مفصل كَمَا قيل فِي قوم هَذِه حَالهم مَعَ سلطانهم
(كَأَنَّمَا الطير مِنْهُم فَوق رؤوسهم ... لَا خوف ظلم وَلَكِن خوف إجلال)
وَقيل فخامة وَجهه وعظمه وامتلاؤه مَعَ الْجمال والمهابة يتلألأ أَي يضيء ويتوهج وَجهه تلألؤ الْقَمَر أَي يتلألأ مثل تلألؤه فأعرب الْمُضَاف إِلَيْهِ إعرابه بعد حذفه للْمُبَالَغَة فِي التناسي لَيْلَة الْبَدْر أَي لَيْلَة أَربع عشرَة سمى بَدْرًا لِأَنَّهُ يسْبق طلوعه مغيب الشَّمْس فَكَأَنَّهُ يبدر بطلوعه وَالْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر أحسن مَا يكون وَأتم وَلَا يُعَارضهُ قَول القَاضِي فِي تَفْسِير وَالشَّمْس وضحها وَالْقَمَر إِذا تلها
أَنه يبدر طلوعه غُرُوبهَا لَيْلَة الْبَدْر وطلوعها طلوعه أول الشَّهْر لِأَن مُرَاده بالغروب الإشراف عَلَيْهِ وَشبه الوصاف تلألؤ الْوَجْه بتلألؤ الْقَمَر دون الشَّمْس لِأَنَّهُ ظهر فِي عَالم مظلم بالْكفْر وَنور الْقَمَر أَنْفَع من نورها أطول من المربوع عِنْد إمعان التَّأَمُّل وربعة فِي بَادِي النّظر فَالْأول بِحَسب الْوَاقِع وَالثَّانِي بِحَسب الظَّاهِر وَلَا ريب أَن الطول فِي الْقَامَة بِغَيْر إفراط أحسن وأكمل وأقصر من المشذب بمعجمات آخِره مُوَحدَة اسْم فَاعل وَهُوَ الْبَائِن الطول مَعَ نحافة أَي نقص فِي اللَّحْم من قَوْلهم نَخْلَة شذباء أَي طَوِيلَة بشذب أَي قطع عَنْهَا جريدها وَوَقع فِي حَدِيث عَائِشَة عِنْد ابْن أبي خَيْثَمَة لم يكن أحد يماشيه من النَّاس ينْسب إِلَى الطول إِلَّا طاله رَسُول الله

الصفحة 36