كتاب الشمائل الشريفة

صفائه قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ وصف عُنُقه بالدمية فِي الاسْتوَاء والاعتدال وظرف الشكل وَحسن الْهَيْئَة والكمال وبالفضة فِي اللَّوْن وَالْإِشْرَاق وَالْجمال معتدل الْخلق أَي معتدل الصُّورَة الظَّاهِرَة يَعْنِي متناسب الْأَعْضَاء خلقا وحسنا بادنا أَي ضخم الْبدن لَكِن لَا مُطلقًا بل بِالنِّسْبَةِ لما يَأْتِي من كَونه شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين جليل المشاش والكتد وَلما كَانَت البدانة قد تكون من كَثْرَة اللَّحْم وإفراط السّمن الْمُوجب لرخاوة الْبدن وَهُوَ مَذْمُوم دَفعه بقوله متماسكا يمسك بعض أَجْزَائِهِ بَعْضًا من غير ترزرز قَالَ الْغَزالِيّ لَحْمه متماسك يكَاد يكون على الْخلق الأول وَلم يضرّهُ السن أَرَادَ أَنه فِي السن الَّذِي من شَأْنه استرخاء اللَّحْم كَانَ كالشباب وَلَا يُنَاقض كَونه بادنا مَا فِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ ضرب اللَّحْم لِأَن الْقلَّة وَالْكَثْرَة والخفة والتوسط من الْأُمُور النسبية المتفاوتة فَحَيْثُ قيل بادن أُرِيد عدم النحولة والهزال وَحَيْثُ قيل ضرب أُرِيد عدم السّمن التَّام
سَوَاء الْبَطن والصدر بِالْإِضَافَة أَو التَّنْوِين كِنَايَة عَن كَونه خميص الْبَطن والحشاء أَي ضامر الْبَطن من قبل طَوِيل النجاد أَي الْقَامَة عريض الصَّدْر فِي الشِّفَاء وَاسع الصَّدْر وَفِي الْمَوَاهِب رحب الصَّدْر وَالْعرض خلاف الطول قَالَ الْبَيْهَقِيّ كَانَ بَطْنه غير مستفيض فَهُوَ مسَاوٍ لصدره وظهره عريض فَهُوَ مسَاوٍ لبطنه أَو العريض بِمَعْنى الوسيع أَو مجَاز عَن احْتِمَال الْأُمُور بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ تَثْنِيَة منْكب مُجْتَمع عظم الْعَضُد والمنكب وَهُوَ لفظ مُشْتَرك يُطلق على مَا ذكر وعَلى الْمحل الْمُرْتَفع من الأَرْض وعَلى ريشة من أَربع فِي جنَاح الطير ضخم الكراديس أَي عَظِيم الألواح أَو الْعِظَام أَو رُؤُوس الْعِظَام وَقَالَ الْبَغَوِيّ الْأَعْضَاء وَفِيه دلَالَة على الْمَقْصُود وَقَالَ مُحَقّق وَالْمرَاد عِظَام تلِيق بالعظم كالأطراف والجوارح وَقد ثَبت عَظِيم الْأَطْرَاف والجوارح أنور المتجرد الرِّوَايَة بِفَتْح الرَّاء قَالَ الْبَغَوِيّ وَغَيره بِمَعْنى نيره قَالَ مُحَقّق وَلَا حَاجَة لَهُ لِأَن أفعل التَّفْضِيل إِذا أضيف فأحد معنييه التَّفْضِيل على غير الْمُضَاف إِلَيْهِ وَالْإِضَافَة للتوضيح فَكَأَنَّهُ قَالَ متجرده أنور من متجرد غَيره قَالَ الْبَغَوِيّ وَغَيره المتجرد مَا جرد عَنهُ الثِّيَاب وكشف من جسده أَي كَانَ مشرف الْبدن ثمَّ المُرَاد جَمِيع الْبدن وَالْقَوْل بِأَن المُرَاد مَا يستر غَالِبا ويجرد أَحْيَانًا متعقب بِالرَّدِّ مَوْصُول مَا بَين اللبة بِفَتْح اللَّام المنحر وَهِي التطامن الَّذِي فَوق الصَّدْر وأسفل الْحلق من الترقوتين والسرة بِشعر مُتَعَلق بموصول يجْرِي يَمْتَد شبهه بجريان المَاء وَهُوَ امتداده فِي سيلانه كالخط

الصفحة 39