كتاب الشمائل الشريفة

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ أبي لما مَاتَ مَا نَصه وَفِيه لبسه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام للقميص وَإِن كَانَ الْأَغْلَب من عَادَته وَعَادَة سَائِر الْعَرَب لبس الْإِزَار والرداء أه وَلم أَقف لَهُ على سلف فِي جزمه بِهَذِهِ الأغلبية بِالنِّسْبَةِ لخُصُوص الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَفَوق كل ذِي علم عليم}
وَلَا يلْزمه من كَون ذَلِك أغلب للْعَرَب كَونه أغلب لَهُ لِأَن أَحْوَاله وشؤونه كَانَت منوطة بِمَا يُؤمر بِهِ وَبِمَا كَانَ دأب آبَائِهِ وإخوانه من الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ فِيمَا لم يُوح إِلَيْهِ بِشَيْء لَا بشعار الْعَرَب وزيهم على أَن أغلبية لبس الْإِزَار والرداء لَا يُنَافِي أغلبية لبس الْقَمِيص وَلَا مَانع من لبس الثَّلَاثَة غَالِبا مَعًا فَتدبر د ت فِي اللبَاس ك كلهم عَن أم سَلمَة وَرَوَاهُ عَنْهَا أَيْضا النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة قَالَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَفِيه أَبُو ثميلة يحيى بن وَاضح أدخلهُ البُخَارِيّ فِي الضُّعَفَاء لَكِن وثقة ابْن معِين
35 - كَانَ أحب الثِّيَاب إِلَيْهِ الْحبرَة ق د ن عَن أنس // صَحَّ //
كَانَ أحب الثِّيَاب إِلَيْهِ أَن يلبسهَا هَذَا لفظ رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ الْحبرَة كعتبة برد يماني ذُو ألوان من التحبير وَهُوَ التزيين والتحسين قَالَ الطَّيِّبِيّ والحبرة خبر كَانَ وَأَن يلبسهَا مُتَعَلق أحب أَي كَانَ بِأحب الثِّيَاب إِلَيْهِ لأجل اللّبْس الْحبرَة لاحتمالها الْوَسخ أَو للينها وَحسن انسجام نسجها وإحكام صنعتها وموافقتها لبدنه الشريف فَإِنَّهُ كَانَ بَالغ النِّهَايَة فِي النعومة واللين فالخشن يضرّهُ وَدَعوى أَنه إِنَّمَا أحبها لكَونهَا خضراء وَثيَاب أهل الْجنَّة خضر يردهَا مَا جَاءَ فِي رِوَايَة أَنَّهَا حَمْرَاء قَالَ فِي المطامح وَهَذَا على مَا فهم أنس من حَاله وَلَعَلَّ الْبيَاض كَانَ أحب إِلَيْهِ وَذكر فِي غير مَا حَدِيث أَنه خير الثِّيَاب وَقَالَ الْبَغْدَادِيّ كَانَت أحب الثِّيَاب إِلَيْهِ لكنه لم يكثر من لبس المخطط وَقد يحب الشَّيْء وَينْدب إِلَيْهِ وَلَا يَسْتَعْمِلهُ لخاصية فِي غَيره كَقَوْلِه أفضل الصّيام صِيَام دَاوُد كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَمَا روى قطّ أَنه أَخذ نَفسه بذلك بل قَالَت عَائِشَة كَانَ يَصُوم حَتَّى نقُول لَا يفْطر وَيفْطر حَتَّى نقُول لَا يَصُوم مَعَ الْقطع بِأَنَّهُ سيد أولي الْعَزْم وَقَالَ بَعضهم هَذَا الحَدِيث يُعَارضهُ مَا ورد أَنه صلى بِثَوْب أَحْمَر فخلعه وَأَعْطَاهُ لغيره وَقَالَ أخْشَى أَن أنظر إِلَيْهِ فيفتنني

الصفحة 48