كتاب الشمائل الشريفة

إِشَارَة بِإِعَادَة الْيَقَظَة بعد النّوم إِلَى الْبَعْث بعد الْمَوْت وَحِكْمَة الدُّعَاء عِنْد النّوم أَن يكون خَاتِمَة عمله الْعِبَادَة فالدعاء هُوَ الْعِبَادَة {وَقَالَ ربكُم ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم} وَحِكْمَة الدُّعَاء عِنْد الانتباه أَن يكون أول مَا يَسْتَيْقِظ يعبد الله بدعائه وَذكره وتوحيده
تَنْبِيه قَالَ القَاضِي ورد آنِفا أَنه كَانَ إِذا قعد نظر إِلَى السَّمَاء فَقَرَأَ {إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض}
إِلَى آخر السُّورَة ثمَّ قَامَ فَتَوَضَّأ وَقد دلّ بِهَذَا على أَن المتهجد إِذا اسْتَيْقَظَ يَنْبَغِي أَن يشغل كل عُضْو مِنْهُ بِمَا هُوَ الْمَطْلُوب مِنْهُ والموظف لَهُ من الطَّاعَات فيطالع بِعَيْنِه عجائب الْملك والملكوت ثمَّ يتفكر بِقَلْبِه فِيمَا انْتهى إِلَيْهِ حاسة بَصَره يعرج بمراقي فكره إِلَى عَالم الجبروت حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى سرادقات الْكِبْرِيَاء فَيفتح لِسَانه بِالذكر ثمَّ يتبع بدنه نَفسه بالتأهب للصَّلَاة وللوقوف فِي مقامات التناجي وَالدُّعَاء حم م عَن الْبَراء ابْن عَازِب حم خَ عد عَن حُذَيْفَة ابْن الْيَمَان حم ق عَن أبي ذَر الْغِفَارِيّ
71 - كَانَ إِذا أَخذ مضجعه من اللَّيْل قَالَ باسم الله وضعت جَنْبي اللَّهُمَّ اغْفِر ذَنبي وأخسئ شيطاني وَفك رهاني وَثقل ميزاني واجعلني فِي الندى الْأَعْلَى د ك عَن أبي الْأَزْهَر // صَحَّ //
كَانَ إِذا أَخذ مضجعه من اللَّيْل قَالَ بِسم الله وَفِي رِوَايَة بِاسْمِك اللَّهُمَّ وضعت جَنْبي أَي بإقدارك إيَّايَ وضعت جَنْبي فَفِيهِ الْإِيمَان بِالْقدرِ وَفِي رِوَايَة أَنه كَانَ يَقُول بِاسْمِك اللَّهُمَّ وضعت جَنْبي وَبِك أرفعه قَالَ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ قَالَ السُّبْكِيّ وَيَنْبَغِي لنا الِاقْتِصَار على الْوَارِد فَلَا يُقَال أرفعه إِن شَاءَ الله فَإِنَّهُ لما قدم الْجَار وَالْمَجْرُور كَانَ الْمَعْنى الْإِخْبَار بِأَن الرّفْع كَانَ باسم الله وَهُوَ عُمْدَة الْكَلَام اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذَنبي واخسأ شيطاني أَي اجْعَلْهُ خاسئا أَي مطرودا وَهُوَ بوصل الْهمزَة يُقَال خسئت الْكَلْب أَي طردته وخسأ يتَعَدَّى وَلَا يتَعَدَّى وَفك رهاني أَي

الصفحة 65