كتاب الشمائل الشريفة

الْعِرَاقِيّ مَدَاره على الْأَعْمَش وَقد اخْتلف عَلَيْهِ فِيهِ وَلم يسمع الاعمش من أنس وَهُوَ ضَعِيف وَإِن كَانَ رَآهُ وَفِي حَدِيث ابْن عمر مَجْهُول وَذكر التِّرْمِذِيّ فِي الْعِلَل أَنه سَأَلَ البُخَارِيّ عَن حَدِيث أنس وَابْن عمر فَقَالَ كِلَاهُمَا مُرْسل ثمَّ قَالَ أَعنِي الْعِرَاقِيّ والْحَدِيث ضَعِيف من جَمِيع طرقه وَقد أورد النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة الحَدِيث فِي فصل الضَّعِيف فَدلَّ على أَنه ضَعِيف عِنْده من جَمِيع طرقه أهـ قَالَ فِي مَوضِع آخر الحَدِيث ضَعِيف من جَمِيع طرقه لِأَن رِوَايَة الْأَعْمَش عَن ابْن عمر وَعَن أنس منقطعه وَقَالَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ الحَدِيث ضَعِيف من رِوَايَة ابْن عمر وَصرح التِّرْمِذِيّ أَيْضا بضعفه وإرساله قَالَ بعض شرَّاح أبي دَاوُد وَضَعفه للانقطاع أَو لِأَن فِيهِ مُتَّهمًا وَقَالَ عبد الْحق الْأَكْثَر على أَن الحَدِيث مَقْطُوع وَأَن فِيهِ رجلا لَا يعرف وَهُوَ الصَّحِيح وَأما من طَرِيق الطَّبَرَانِيّ فقد قَالَ الْحَافِظ الهيثمي فِيهِ الْحُسَيْن بن عبد الله الْعجلِيّ قيل إِنَّه كَانَ يضع الحَدِيث
76 - (كَانَ إِذا أَرَادَ الْحَاجة أبعد هـ عَن بِلَال بن الْحَرْث حم ن هـ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي قراد // صَحَّ //
كَانَ إِذا أَرَادَ الْحَاجة بالصحراء أبعد بِحَيْثُ لَا يسمع لخارجه صَوت وَلَا يشم لَهُ ريح ذكره الْفُقَهَاء فِي الرَّوْض لم يبين مِقْدَار الْبعد وَهُوَ مُبين فِي حَدِيث ابْن السكن فِي سنَنه وتهذيب الْآثَار للطبري والأوسط وَالْكَبِير للطبراني أَي بِسَنَد جيد كَمَا قَالَه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي شرح أبي دَاوُد بِأَنَّهُ على ثُلثي فَرسَخ من مَكَّة أَو نَحْو ميلين أَو ثَلَاثَة وَفِي رِوَايَة زِيَادَة المغمس وَهُوَ بِفَتْح الْمِيم الْأَخِيرَة وَقَالَ أَبُو دُرَيْد الْأَصَح كسرهَا مفعل من غمست كَأَنَّهُ اشتق من الغميس النَّبَات الْأَخْضَر الَّذِي ينْبت فِي الخريوش الْيَابِس وعَلى رِوَايَة الْفَتْح هُوَ من غمست الثَّوْب غطيته وَهُوَ مَسْتُور بهضاب الرمضاء والمصطفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن يَأْتِي مَكَانا للْمَذْهَب إِلَّا وَهُوَ مَسْتُور منخفض وَفِيه دَلِيل على ندب الإبعاد لنحوه فَإِن قيل إِنَّمَا يحصل الاستتار بذلك عَن عُيُون الْإِنْس فَكيف بالجن قُلْنَا يحصل الْمَقْصُود فِي الْجِنّ وَهُوَ عدم قدرتهم على النّظر إِلَيْهِ بِأَن يَقُول بِسم الله كَمَا مر فِي الحَدِيث فَإِن قيل كَمَا ثَبت الإبعاد ثَبت عَدمه أَيْضا كَمَا فِي أبي دَاوُد عَن حُذَيْفَة أُجِيب بِأَنَّهُ إِنَّمَا فعله لبَيَان الْجَوَاز أَو لحَاجَة كخوف وَالْبَوْل أخف من الْغَائِط لكَرَاهَة رِيحه

الصفحة 68